عندما يعلن الزميل علي حميد «شيخ المعلقين الإماراتيين» أن «خليجي 23»، بمثابة نهاية علاقته بالتعليق على مباريات دورة الخليج، فإن مبررات ذلك القرار الذي يأتي بعد التعليق على 20 دورة، من شأنه أن يلفت الانتباه إلى الحالة التي وصلت إليها أهم بطولة كروية في المنطقة. وبرر «أبو محمد» ذلك القرار، بقوله إن الدورة باتت تفتقد كل عوامل الإثارة والتشويق، نتيجة افتقادها النجوم «السوبر»، وإلى مدربي الصف الأول، وكذلك للشخصيات الإدارية المؤثرة التي كانت تشعل الأجواء بآرائها وتصريحاتها الساخنة. وعندما يجسد الزميل علي ما آلت إليه الدورة، وهو المعلق المخضرم، الذي بدأ مشوار التعليق قبل 44 عاماً، ليسير على درب طيب الذكر خالد الحربان ناظر مدرسة التعليق في المنطقة، فإن في ذلك ما يكفي من دليل على أن الدورة أصبحت طاردة، بعد أن كانت جاذبة لكل ماهو جميل ومثير. ومن دورة الخليج في الكويت عام 1974، وإلى دورة الخليج رقم 23 في الكويت، يعلن الزميل علي حميد، بقناعة كاملة، أن الوقت قد حان ليقول وداعاً دورة الخليج التي فقدت القدرة على إضافة أي جديد لدى أي معلق. ×××× ومن علي حميد إلى علي بوجسيم أشهر وأنجح حكم في تاريخ المنطقة، والمونديالي الذي شرف الكرة الآسيوية في كأس العالم، وهي المهمة التي أنهاها بإدارة مباراة البرازيل وهولندا في نصف نهائي مونديال 1998. وبرغم كل تلك النجاحات، التي منحته لقب أحسن حكم في القارة مرات عدة، إلا أن قدماه لم تطآ ملاعب دورة الخليج، وأنهى مشواره التحكيمي الحافل، من دون أن يدير مباراة واحدة طوال تاريخ الدورة، من منطلق أن الدورة لن تضيف لتاريخه التحكيمي شيئاً، وأن الدورة فيها من الحساسيات أكثر مما فيها من أداء فني يعكس تطور الكرة الخليجية. ×××× عندما تشارك بعض المنتخبات في «خليجي 23» بالصف الثاني، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من القيمة الفنية للدورة، فإنه يجب التعامل مع تلك الحالة على أنها «استثنائية»، نظراً للظروف المعاكسة التي هددت بإلغاء الدورة، أو على الأقل بتأجيلها، وإزاء ضيق الوقت اقتنع الجميع بأن مجرد إقامة الدورة، في ظل تلك الظروف يعد مكسباً كبيراً. ولابد لكل اتحادات المنطقة أن تبذل قصارى جهدها لتوفير كل أسباب النجاح للدورة التي تواجه العديد من التحديات، داخل الملعب وخارجه، من أجل البقاء، تنفيذاً لوصية الأمير فيصل بن فهد «طيب الله ثراه»، عندما كان يردد دائماً أن دورة الخليج ولدت لتبقى.