بتغريدة واحدة منه، أصبح حديث البطولة والإعلام الخليجي، وباتت الكلمة التي أطلقها من حسابه الشخصي عناوين وأغلفة لأغلب الصحف والملاحق الرياضية، هو رجل مؤثر لدرجة أعلى مما تتصوره، وله حضور جلي، ولكن بأسلوب راق وحديث متزن وكلمات محسوبة، رجل دبلوماسي يأخذ من دهاة العرب صفاتهم.. عن نفسي لا أحب النقاش في مواضيع ذات الأبعاد السياسية، ولكن الطريقة التي بنى فيها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الأساس الجديد للحقل الدبلوماسي، في الحقبة الجديدة للإمارات، أدركنا من خلاله أنه عالم خاص تزدحم فيها الوجوه، وتبقى بعض الشخصيات، هي من تشكل التغيير والتأثير على الجميع. في السابع والعشرين من مايو 1992 كان الظهور الرسمي لسموه أمام الجماهير الإماراتية مسؤولاً فعلياً لكرة الإمارات، وكان ذلك خلال مباراة الإمارات والكويت بالتصفيات المؤهلة لكأس آسيا في اليابان، أتذكر ابتسامته الشهيرة بعد انتصار «الأبيض».. سموه الذي أخذته السياسة والساحة الدبلوماسية عنا، أسس في يوم من الأيام أروع منتخب إماراتي، في مرحلة ما بعد المونديال، جيلاً ممتعاً من اللاعبين.. وخطط مسابقات محلية مواكبة لذلك الزمن، فكان أول من أدخل التسويق الحقيقي لدوري الإمارات.. وحين استضافت أبوظبي كأس الخليج 1994 نقل سمو الشيخ عبدالله بن زايد تلك البطولة إلى طريق مختلف، من خلال حفل افتتاح باهر، لا زال يبرح في الذاكرة.. بكلمات لا تنسى لأوبريت حلم الصحراء، «نعم يا خليج العطاء نعم.. سواك مهم وأنت الأهم»، ورغم كل الظروف التي مرت بمنتخبنا، ولسنا بصدد ذكرها اليوم، إلا أنه حافظ على اتزانه وتقبل المركز الوصيف بروح الفرسان، وفي كأس آسيا 1996 وبتعويذة الدانة تساءل البعض، ماذا ستفعل الإمارات هذه المرة؟، وجاءت الفكرة من سموه بتحويل الحفل للمرة الأولى في تاريخ الأحداث الكروية من الاستادات والملاعب إلى شاطئ الخليج العربي، بعدها بسنتين، قامت فرنسا باقتباس الفكرة في مونديال 1998. المنتخب الوطني وصل إلى قمة كل شيء في اتحاد سموه، واليوم ونحن في «خليجي 23»، وعلى الرغم من أنه قد ترك العمل في المجال الرياضي منذ سنوات، إلا أن المسؤولين والإعلاميين الذين نقابلهم هنا في الكويت لا زالوا يتحدثون عنه وعن تأثير غيابه، فهو ليس من الشخصيات التي حين تبتعد عن الرياضة يطويها النسيان بسهولة. كلمة أخيرة لا يغيب من يحمل بين أروقة الذكريات إطلالة ومكاناً.