الفوز يجعلنا على صدارة المجموعة، والتغلب على السعودية يعيد لـ «الأبيض» جزءاً من الثقة، «الأبيض» تغير من بعد التصفيات، الطريقة والأسلوب والأسماء، وحتى بعض الوجوه تغيرت، ولكن يبقى «الأبيض» هو «الأبيض»، بأهميته، وحرص كل الإمارات على متابعته، المنتخب مسؤولية وليس تشكيلة، والمنتخب حرص وطموح وعلم ونشيد، وليس مزاجاً وفكرة ومعسكراً وخطة مدرب، والتي قد تعجب البعض وتثير قلق البعض الآخر، سواء من هم في الملعب أو خارجه، احترام المنتخب يكمن في احترام المدرب وتعليماته وطريقته وأسلوبه، واحترام المنتخب يكمن في تقديم كل المستطاع له، من دون طلبات، وأهداف شخصية، اليوم «الأبيض» عليه أن يعيد جزءاً من الصورة الجدية، ويعيد روح المسؤولية، ويعيد تلك الشخصية التي جعلت كل المجتمع يتابعه ويحرص على حضور مبارياته. مشاركة محمد أحمد في المباراة الماضية صحيحة وسليمة، وغير ذلك فإن من يحاول أن يثير بعض اللغط، هو مجرد زوبعة في فنجان، ومحاولة لإثارة البلبلة وتحقيق نصر غير حقيقي، نحترم الاحتجاج العُماني، ولكن عليه أن يكون منطقياً وحقيقياً، وليس مجرد فكرة وهمية تتحول إلى قضية لا داع لها، وهذا لا يعني أنه لا يحق لأشقائنا في الاتحاد العُماني أن يبحثوا عن حقوقهم، ويتنازلوا عن حقهم في الفوز حتى لو كان خارج الملعب، ويبقى حبنا واحترامنا لهم فوق كل خلاف أو شكوى. أجمل صورة في كأس الخليج، كانت في مجلس جاسم يعقوب، عندما سأل المراسل الاستاذ علي سعيد عن خالد الحربان ودوره في الإعلام الخليجي، «بوفيصل» قام بردة فعل تلقائية، فقال حين أتحدث عن هذا الرمز، عليّ أن أقف على قدميّ أولاً، هو احترام أستاذ لرمز واحترام قدوة لأسطورة التعليق واحترام إعلامي يملك من الشعبية والجماهيرية الكثير في الوطن، ولكنه لم ينكر، ولم ينس دور الأولين أصحاب البدايات، ومنْ حرثوا البحر ليصنعوا لإعلامنا إرثه وتاريخه وتراثه وطريقته التي أصبح يمشي على نهجها، هي رسالة من علي سعيد الكعبي، في كيفية التعامل مع الكبار، حتى لو أصبحت أكبر منه وأشهر منه وأغلى منه، هو درس من المعلق الكبير للجميع، درس ارتجالي وكلمات تلقائية وتعبيرات من القلب جعلت رمز الإعلام الكبير يذرف الدمع. كلمة أخيرة الوفاء صفة تجري في الدم وليس عادة تدرس في الصف!