ربما يبدو من الصعب لغير الخليجي، أن يفهم ويلمس مدى أهمية هذه البطولة لأبناء المنطقة، فهي التي أسهمت في تطور كرتهم، ووصول أربعة من منتخباتها إلى كؤوس العالم، بدأت بالكويت في إسبانيا 1982، وبعدها العراق في المكسيك 1986، ثم الإمارات في إيطاليا 1990، والسعودية لأربع مرات متتالية منذ أميركا 1994 حتى ألمانيا 2006، وها هي تصل الخامسة في روسيا 2018، بينما كادت البحرين أن تصل في مناسبتين، وخسرت في الملحق أمام ترينيداد وتوباجو ونيوزيلندا، وباتت عمان قوة مرهوبة الجانب في المنطقة، وحتى في آسيا مع جيل الحبسي والحوسني وحديد والميمني والضابط، ثم تراجعت قليلاً مثل شقيقتها البحرينية. ورغم عشق البطولة لمستضيفتها الكويت التي طغى لونها الأزرق على ألقابها، فأحرزت تقريباً نصفها بعشرة ألقاب، لا بل أحرزت 7 ألقاب في أول عشر بطولات، تاركة ثلاثة منها للعراق التي توجت بنفس عدد ألقابه السعودية وقطر والإمارات، مقابل لقب واحد لعُمان، وهذا يعني أن دولتين فقط، لم تحرزا اللقب هما البحرين التي انطلقت منها البطولة، واليمن الذي تطور مستواه، ولكن ليس إلى الدرجة التي ينافس فيها على اللقب. أقول رغم هذا العشق للكويت، فإن الجميع يدخلون البطولة، وعينهم على الكأس، ولا علاقة لمكان الحدث بتفضيل منتخب على آخر، فليس صاحب الأرض، هو من يتوج في الغالب، والبطولة تتمتع بفرادة اللعب خارج الملعب وليس داخله فقط، إذ تطغى التصريحات النارية على أروقتها مع اعترافنا أن حدة هذه التصريحات وناريتها قد خفت كثيراً بعد وفاة الرمزين الشيخ فهد الأحمد والأمير فيصل بن فهد، ولكن وجود فاكهة هذه البطولة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، أطال الله في عمره، ما زال يضفي عليها الكثير من «البهارات» المحببة التي مهما زادت فلن تتحول إلى «شطة حارقة». ولعل أجمل ما في كؤوس الخليج أن ثلاثة أرباع مبارياتها «ديربيات» قوية، ربما باستثناء المواجهات التي يكون اليمن طرفاً فيها مع كامل الاحترام والتقدير لهذا المنتخب المقاتل الذي أخذ مكان المنتخب العُماني سابقاً، ولا بد له أن يقف يوماً على منصات التتويج كما فعلت عُمان. فكل مباراة في هذه البطولة «بطولة بحد ذاتها لطرفيها»، ولا علاقة لأوضاع المنتخبات بأية توقعات، وهذه إحدى جماليات كؤوس الخليج، ولهذا فسبعة من المنتخبات الثمانية المشاركة فيها مرشحة للقب، و«أتمنى أن لا يغضب علي محبو اليمن»، مع اعترافنا أن منتخبها قد يقرر هوية البطل في بعض الأحيان. خليجي 23 انطلق لذلك اربطوا الأحزمة واستمتعوا