“الحنين ثقيل سنعود بعد قليل”.. سيعود الياسمين الشامي وستعود حكايا الشام الجميلة.. “سنعود بعد قليل” مسلسل يلمس البعد الإنساني للقضية السورية من خلال أب يحمل معه ذكريات من الأمس الجميل يختزنها في جيوبه، المثقلة بصور أبنائه وأحبابه، يرحل الأب الوطن لحضن أبنائه يلجأ وقد أدماه الحنين والتعب وأنهكه المرض والكبر يذهب في زيارة مفاجئة لأبنائه.. يلجأ إليهم ليستند عليهم.. يلجأ لهم ليداوي ذلك الحنين يلجأ لهم ليعود جيران جيراناً.. يلجأ لعصافيره التي تركت أعشاشها.. العصافير التي ضاعت في فضاء الحياة ولم تدرك طريق العودة. تطل فيروز لتغني عن ليالي الشام الحزينة من خلال أغنية “وطني” وسط أذان المساجد وأجراس الكنائس.. إسقاطات عديدة يطرحها المسلسل على الوضع الراهن نشاهدها في حوارات الأب لزوجته المتوفاة، ومناجاته لأبنائه وهو على فراش الموت “وين العصافير”. الإنسانية العنصر المفقود وسط الصراعات السياسية وهي الأبرز في هذا العمل. يموت الأب على صوت فيروز وهي تشدو “يا شام” يموت الأب على مشاهد من اليوم المؤلم وحنين الأمس يسكنه.. يموت الأب وحيداً من دون أبنائه الستة.. يموت الأب.. لتظل لوحة “دكانه” معلقة بعباراتها الشهيرة “سنعود بعد قليل”.. يذهب الأب إلى البعيد إلى الثرى. المسلسل طرح قضية اجتماعية سياسية إنسانية في قوالب فلسفية بعيداً عن الصراعات والانقسامات. قصص الإنسان لا تنتهي ولن تنتهي ولكنها تختبئ خوفاً من الاندثار تحت وطأة الحياة. نهرب من الواقع الذي نصنعه إلى واقع صنعه غيرنا أو ربما نحن من صنعه، فالألوان ليست من صنع الرسام ولكن اللوحة تنسب إليه لأن الفكرة تعود له وكل ما حوله أدوات ساعدت بتوجيهاته لرسم هذه اللوحة. نحن الإنسان والإنسانية نحدد سلوكنا سواء بعلاقاتنا مع الآخر أو مع أنفسنا، تزدهر إنسانيتنا برحمة القيم التي تسرقها عجلة الحياة أو نسقطها سهواً! نجح العمل أو فشل لا يهم كثيراً المهم أنه خاطب فينا الإنسان المختبئ.. المهم حقاً أنه لمس تلك القيم السامية والرغبة الحقيقية للإنسان بالعيش بسلام وأمان. “الحنين ثقيل.. سنعود بعد قليل.. لما نستودع الأحباب ذكرانا.. سنعود يا جيران جيراناً..”. ameena.awadh@admedia.ae