ما الذي تغير على الجزيرة منذ الموسم الماضي حتى هذا الموسم؟ كيف تحوّل الفريق الذي صعد على منصة التتويج بطلاً للدوري وكان الأفضل والأجدر قبل أشهر قليلة إلى حمل وديع، غير قادر على الفوز، يضيع النقاط بسهولة بالغة، حتى أنه تقدم بهدفين على دبا الفجيرة، ثم تلقت شباكه هدفين في آخر 5 دقائق، ليكتفي بنقطة يتيمة. هي نفس الأسماء تقريباً، هم نفس النجوم الذين نالوا شهادات الإشادة والإطراء، وهم أنفسهم الذين لا يقدمون نفس الجهد ولا يمتلكون الرغبة، وكأن كرة القدم انتهت بمجرد تتويجهم بلقب الدوري، وكأنهم بلغوا قمة الطموح، ولم يعد لديهم ما يسعون إليه، واصطدموا بالسقف الذي وضعوه لأنفسهم، رغم أن كرة القدم هي لعبة لا سقف للنجاح فيها، ولا يصل فيها اللاعب إلى حد الشبع والاكتفاء حتى يودع المستطيل الأخضر. للدلالة على حالة المزاجية التي وصلها لاعبو الجزيرة لا بد من الاستشهاد بالشكل الذي ظهر عليه الفريق في كأس العالم للأندية، عندما أصبح حديث العالم، حيث تخطى بطلي قارتي أوقيانوسيا وآسيا خلال 3 أيام، ثم واجه ريال مدريد عملاق كرة القدم العالمية وهو بكامل نجومه وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وتمكن من إحراجه والتقدم عليه في الشوط الأول بهدف، ولم يخسر في الشوط الثاني إلا بعد أن نال احترام العالم كله، واختتم مشاركته العالمية بالمركز الرابع، وهو أفضل إنجاز للأندية الإماراتية في تاريخ مشاركتها بالمونديال. هذه الحالة غير الطبيعية التي يمر بها الجزيرة هذا الموسم أخرجت مدرب الفريق الهولندي تين كات عن صمته، وقام بتوجيه انتقادات لاذعة للاعبي الفريق، معتبراً أن عقليات بعض اللاعبين ليس لديها أي غيرة على شعار النادي الذي ينتمون إليه، معبراً عن شعوره بالخجل، ومؤكداً ضرورة إحداث تغييرات في الفريق، حيث لا يمكن استكمال العمل بهذا الأسلوب مع اللاعبين الذين من المفترض أنهم وصلوا إلى مرحلة الاحتراف، وليس من المعقول أن يؤدوا بهذا الشكل. تلك هي الخلاصة، فالعلة والتراجع الفني الذي يعيشه الجزيرة يتحمله اللاعبون في المقام الأول، هم الذين أشدنا بهم كثيراً عطفاً على ما قدموه خلال الموسمين الماضيين، وهم الذين نلومهم على ما يحدث للفريق من تراجع غير مبرر، وهو التراجع الذي يستنزف من رصيد فريق الجزيرة المحير، فهو بالمدرب نفسه وباللاعبين أنفسهم فيا ترى ما الذي تغير؟