كأس العالم للأندية، حدث لا يتعلق بمسابقة تتبارى فيها الأندية، من أجل الفوز باللقب الأهم على مستوى العالم، على صعيد الأندية وحسب، ولكنها مناسبة رياضية وترويجية وتسويقية وسياحية ومجتمعية وأكثر من هذا، هي فرصة ثمينة لإبراز الوجه الحضاري للدولة المستضيفة، وبالتالي كان من الضروري استغلالها الاستغلال الأمثل لترسيخ الصورة الجميلة للعاصمة أبوظبي ودولة الإمارات في عيون العالم. ولعل من حسن الفأل أن تحظى البطولة في نسختها هذا العام بمشاركة ريال مدريد بطل أوروبا وحامل لقب النسخة الماضية، بما يمثله من قيمة كبيرة وجماهيرية هائلة على مستوى العالم، وحضور النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد أيام قليلة من حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة، وهو ما سيضاعف من حجم الاهتمام الإعلامي والجماهيري العالميين بهذه البطولة، حيث ستكون مسك ختام عام حافل بالإنجازات لهذا الفريق، حصد فيه إضافة إلى اللقب الأوروبي الأهم، ألقاب «الليجا» الإسبانية والسوبر الأوروبي والإسباني، كما أنها ستكون الظهور الأخير للفريق قبل مواجهة برشلونة في «كلاسيكو العالم». الريال الذي خاض بالأمس مباراته الأخيرة أمام إشبيلية سيحط الرحال اليوم في أبوظبي، وسيحضر بقوته الضاربة، وسيأتي معه الفرنسي زيدان الذي انتقل من أرض الملعب إلى دكة التدريب، ونقل معه سحره الحلال، ليقود «الملكي» إلى الانتصارات والألقاب، ويحقق أرقاماً قياسية لا يحققها أفضل المدربين طوال مسيرتهم التدريبية، بينما هو لم يحتج إلى أكثر من عامين في تحقيقها ولا يزال الوقت متسعاً أمامه لإضافة المزيد. سيحضر الريال إلى الدولة، وستزحف خلفه الجماهير من كل مكان، وستتواجد وسائل الإعلام العالمية التي تلاحق الفريق الأفضل في تاريخ كرة القدم، وسيلتقي الجميع في أبوظبي التي ستحتضن العالم، وستكون مسرحاً مفتوحاً لعروض فرقة زيدان ونجومية رونالدو ومهارات مودريتش، وسيشاهد العالم تلك العروض تحت أضواء أبوظبي المبهرة، وروعة أجوائها، وحفاوة أهلها وناسها. ستكون أبوظبي هي المنافس الأول للفريق الملكي، وستتفوق عليه في جمالها، وستمضي الأيام وسيتناقل الناس أخبار ريال مدريد ومشاركته في كأس العالم للأندية، في أبوظبي تلك المدينة الغادة الحسناء، لا تشبه غيرها من المدن، ولا تتنافس إلا مع نفسها، تتكامل فيها الأوجه وتتحد فيها الأوصاف المثالية، مدينة لا تشبه سوى الجمال ولا يضاهيها إلا الخيال، عفواً أيها الريال، قد تفوز بالكأس، ولكن البطل الحقيقي أبوظبي.