حين تحدثت الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة رئيس لجنة المنتخبات، عن واقع اللعبة، والذي هو واقع كل اللعبات غير الكرة، قالت «طفح الكيل» في اختزال لحالة المعاناة المستمرة، والتي لا تقدم جديداً ولا تبشر بصلاح الأمور ولو بعد حين.
ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن معاناة الألعاب الأخرى غير الكرة، جماعية كانت أو فردية، ويراودني الآن إحساس يطاردني أن العبارات ذاتها كتبتها قبلاً، لأن ما تعيشه هذه اللعبات يتكرر كل يوم، وبالسيناريو ذاته، من دون تحرك فعلي أو خطوة واحدة صوب تصحيح الأوضاع.
ما قالته الشيخة شمسة بنت حشر، ينطبق على السلة وعلى كرة اليد، وهو أيضاً واقع الحال في ألعاب القوى وفي السباحة وفي غيرها.. لا أحد يريدها، حتى وإن ملأوا الدنيا ضجيجاً بأنهم يريدونها.. الأندية التي هي الأساس، أغلقت نفسها على الكرة، ولا تريد أن تبرحها، والمؤسسات والهيئات العاملة بالدولة، والتي ينتمي إليها اللاعبون، تنظر إلى مسألة التفرغ الرياضي باعتبارها من المحرمات، واللاعبون أو من يصارع منهم ليبقى، ليس بيدهم حيلة، وهم بين مطرقة الهواية «التي ما زالت هواية»، وسندان الوظيفة و«أكل العيش»، والأخير يكسب قطعاً.
الشيخة شمسة بنت حشر، حملت الأندية مسؤولية التراجع، أو «اللا شيء»، فلا توجد قاعدة يمكن البناء عليها، ولا مدربون مؤهلون ولا تركيز على مراحل سنية بإمكاننا أن نعول عليها في بناء قاعدة ننطلق منها، والاعتذار الأخير لمنتخبنا الأول للكرة الطائرة عن عدم المشاركة في البطولة العربية التي استضافتها مصر، سببه عدم تفريغ اللاعبين، وهو حال كل هذه الألعاب الشهيدة أو المجني عليها، والتي إن شاركت في فعالية ما، فبشق الأنفس، وبالاستجداء، وتجميع لاعب من هنا وآخر من هناك.
ربما لم تعد صرخة الشيخة شمسة كافية ولا حتى صرخاتنا، فإصلاح الحال كما قالت، مرهون بالتطوير في الأندية، وظني أنه لن يأتي بالاستجداء، وإنما بقرارات «فوقية» تعيد الأمور لنصابها الصحيح، أو تضع لها نصاباً صحيحاً، وكذلك أمر الميزانيات والاعتمادات، وتفرغ اللاعبين، ويقيني أن معالي محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة، لن يرضيه بقاء الحال على ما هو عليه، وأعول كثيراً على تدخله لوضع حد لهذا العبث الذي يجعل من اللعبات -غير الكرة- مجرد مسميات في قائمة بلا جدوى.
أيها السادة، المنتخبات عناوين للوطن، تلعب تحت ظل العلم، وكل ما ينتمي للأوطان، لا يجب أن يكون مرهوناً بهوى أشخاص، وإما أن نجهز منتخبات ترضينا وتعكس صورة مشرفة عنا، أو فلنجمد هذه الألعاب، وليتحمل من شاركوا في هدمها مسؤولياتهم أمام الرأي العام والوطن.
كلمة أخيرة:
الصراخ لا يجدي .. وسط من لا يسمعون