اليوم، كلنا مع الجزيرة.. أي مع الوطن.. كلنا إما سنذهب إلى ستاد هزاع بن زايد بالعين أو سنتجه إليه بأبصارنا وقلوبنا.. كلنا مع أبوظبي التي تؤكد ريادتها يوماً بعد يوم، وأنها باتت وجهة أثيرة ومفضلة للعديد من الأحداث الرياضية الدولية، ومنها كأس العالم للأندية التي تدشن الليلة انطلاقة نسختها الرابعة عشرة، وللمرة الثالثة في عاصمة الإمارات. في التاسعة مساء اليوم، سيبدأ فريقنا الجزراوي خطوته الأولى، ولكنها في مدارات مختلفة تماماً.. في مونديال الأندية.. مع العظماء السبعة الذين من المفترض أنهم عمالقة الكون كروياً وأصحاب العروش في قارات الدنيا، والذين حطوا الرحال هنا بعدما توجوا أبطالاً لقاراتهم، وينشدون المزيد.. ينشدون جوهرة التاج. المباراة صعبة بالقطع، لكن مكمن صعوبتها، ليس في أن أوكلاند سيتي يشارك للمرة التاسعة في البطولة، ولكن لأنه بات من مفرداتها بحكم ظروف جغرافية تضعه دائماً في تلك المكانة، وهو ما يعني اكتسابه الكثير من الخبرات التي تمكنه من فهم تلك البطولة، والتعامل معها ومع تقلباتها. الجزيرة عملياً وواقعاً ليس أقل من أوكلاند سيتي على الإطلاق.. بالعكس ربما يتفوق عليه من جوانب شتى، أبرزها الأرض والجمهور والعين، وإذا كان ممثل أوقيانوسيا لديه الأرجنتيني إيميليانو، ففي الجزيرة الكثير والعديد من الأسماء التي باستطاعتها أن تصنع الفريق، وأن تخطو بـ«فخر أبوظبي» خطوات واسعة نحو المجد، ونحو كتابة تاريخ جاء للفريق على طبق من ذهب. على الجزيرة أن يدرك أنه يدافع الليلة عن كل ألوان الأندية الإماراتية، فهو يشارك ممثلاً للوطن.. يلعب باسمها جميعاً ومن أجل كل جماهيرها، التي عليها هي الأخرى أن تتوحد خلف الفريق الجزراوي، وأن تنضم جنباً إلى جنب مع جماهيره، فالمهمة أشبه بمهام المنتخب. كتبنا من قبل عن ممثل أوقيانوسيا والظروف التي تضعه دائماً في كأس العالم للأندية، فالمنافسون هناك لا أحد يعلمهم، وهو ما منح أوكلاند اللقب القاري تسع مرات خلال 12 عاماً، منها سبع مرات على التوالي، وحتى المركز الثالث الذي خطفه في مونديال الأندية، كان ظرفاً طارئاً واستثنائياً، ولا يعكس مستوى حقيقياً، والجزيرة لديه من الأوراق ما يفوق أوكلاند.. الأهم أن يدرك ذلك، وأن يتحلى بالإرادة التي تمكنه من تحقيق ما يريد، وأن يخوض مواجهة الافتتاح وهو ينظر لما بعدها.. وما بعدها ليس شرطاً أن يكون أوراوا الياباني بطل آسيا.. ما بعدها هو المجد الذي جاء إلينا وعلينا ألا نفرط فيه بسهولة. كلمة أخيرة: أنت من تختار مكانك في اللعبة.. أنت من يفوز ومن يخسر.. لا أحد يقرر عنك.. وغيرك ليسوا «كائنات فضائية»