بالعزم والهمة نصل إلى القمة، وبالعطاء والروح القتالية سلك الأبطال دروبهم في مسارات الحياة، فأصبحوا رموزاً خالدة، من السهل أن تكون بطلاً لسنة، لعقد، ولكن الصعب أن تحفر اسمك في سجلات الخالدين، تتحول إلى مضرب للمثل، تتناقل أخبارك الأجيال، وتنقش اسمك من ذهب في تاريخ الوطن، فتتحول إلى رمز خالد، ليتناول الناس سيرتك بكثير من التقدير والاعتزاز، وسيعودون يوماً إلى هذا المكان ويقولون لقد مروا من هنا. عبر منتخبنا الوطني أمس الأول أمام العراق محطة الدور نصف النهائي في خليجي 23، وبعد ماراثون من التوتر وتلف الأعصاب، بعد 120 دقيقة مضنية، بعد أن استبسل إسماعيل أحمد في صد المد الهجومي العراقي، بعد أن انشقت الأرض عن مهند العنزي لينقذ هدفاً عراقياً محققاً، بعد تألق علي سالمين هذا المستقبل المضيء في كرة القدم الإماراتية، وبعد أن تعرض عموري لأشد أنواع العنف الكروي، وكان خالد عيسى حارساً أميناً كعادته، ولم يقصر أحد من البقية، ليتأهل الأبيض إلى المباراة النهائية. كانت مباراة مهمة ولكنها ليست كل شيء، لم تكن سوى محطة عبور، لا تعني أكثر من ذلك، وفي الغد سنكون أمام المشهد الأهم، البطولة واللقب الثالث، أو لا شيء، غداً هي مباراة تحديد المصير، الأول فقط، أما الثاني فهو مثل الأخير، ولا نطالب لاعبينا بالمستحيل، أو القيام بشيء معجز، كل ما نريده منهم هو إثبات أصالة معدنهم، وتأكيد جدارتهم وأحقيتهم، وإسعاد جماهيرهم، وإهداء الوطن أولى بشائر العام الجديد، عام مختلف عما سواه، عام يحمل اسم المؤسس، اسم زايد. كانت الجماهير الحاضرة عند الموعد، ضربت أروع الأمثلة في التضحية والوفاء، ولابد أن يكون هناك دور لمؤسسات القطاع الخاص والتجار في دعم المنتخب في الغد، وتسيير الرحلات لنقل الجماهير إلى وطن النهار، فالمنتخب أمام أهم 90 دقيقة خلال مشواره بالبطولة، والتكاتف والتعاون مطلوبان من الجميع لتحقيق الهدف المنشود والعودة بالكأس إلى أرض الوطن. مضى ما مضى والقادم أهم، والكأس باتت أمام أعينكم، أنتم الذين تحددون مدى حرصكم عليها، أنتم الذين نعتمد عليكم في إسعاد شعب الإمارات بأكمله، وإضفاء حالة من البهجة والسرور على وطن يستحق منا كل تضحية، فلا نبخل بقطرة عرق من أجله، هذا الوطن الذي نفخر بأننا نمثله، نفدي ترابه ونتعطر بهوائه ونحمل اسمه، مكانه بين الثريا والنجوم وموقعه القمة.