عندما تنظر من حولك تجد الكثير من المعلومات والأخبار الغريبة، التي يمكن أن تغير من أسلوب حياتنا، خاصة أن التطور التكنولوجي وسلسلة الاكتشافات العلمية التي لا تنتهي أصبحت تساعد على تسهيل حياة البشر أكثر وأكثر، وتقدم وسائل حياة جديدة لا تخطر على بال أحد. من هذه الاكتشافات ما أعلن عنه قبل أيام، من أن الإنسان أصبح بإمكانه الحصول على منافع التمارين الرياضية الشاقة من جري ومشي وغيرهما من الأنشطة الثقيلة على القلب، من دون حتى أن يمارسها أو حتى أن يتحرك من مكانه. من كان يظن ان هذا ممكن الحدوث في يوم من الأيام، ربما وحدهم الكسالى كانوا يحلمون بوصول هذا اليوم الذي يحصلون فيه على جسم ممشوق وصحة جيدة، من دون ان يفارقوا مكان جلوسهم أو حتى من دون ان يبذلوا قطرة عرق واحدة، ويبدوا أن هذا اليوم اصبح قريب المنال، حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن باحثين وجدوا حبة دواء تؤثر على بروتين معين في الجسم تساعد في خسارة الوزن وتحسّن مستويات الكوليسترول وتزيد من الأوكسجين خلال النهار واستهلاك الطاقة بنسبة 5%. أكدت صحة هذه النتائج، تجارب أجريت على الفئران أستغني عن ذكر تفاصيلها (حتى لا أصيبكم ونفسي بالقرف)، لكن المهم في هذه التجارب ان العلماء وجدوا أن هذا المركّب يعزز عملية الأيض ويزيد من قوة البروتين المذكور، ويؤكدون أن مثل هذا الدواء قد يسمح للأشخاص وخصوصاً غير القادرين على ممارسة الرياضة، بأن يستمتعوا بالمنافع الصحية للرياضة من دون ممارستها. بدون شك إذا صحت هذه الدراسة والمعلومات الواردة فيها، فإنها ستحقق نجاحا باهرا، على الأقل من الناحية التجارية، فمن فينا يريد أن يعذب نفسه بالتمارين الرياضية في الوقت الذي يمكن له الحصول على منافعها من خلال تناول حبة مع رشفة ماء. ولكن تبقى الدراسة شيء والحقيقة شيء آخر، وكم من دراسات وأدوية مرت علينا وبشرت بإنجارات عظيمة، وبعدها بوقت قصير ظهرت دراسات أخرى تحذر من نتائج الدراسات السابقة ومخاطرها.. لدرجة انك لم تعد تصدق نتائج هذه الدراسات من كثرة التناقضات التي تحملها. قبل يومين على سبيل المثال حذرت وزارة الصحة من مكملات غذائية تم الترويج لها وبيعها على أساس أنها مفيدة وتمد صاحبها بالعناصر الغذائية الناقصة في جسمه، لكن ظهر أن هذه المكملات خطرة للغاية وتسبب في نقص حاد في الدم، ويمكن ان تتسبب فيما لا يحمد عقباه. انظروا كيف تحول الموضوع من النقيض الى النقيض، من مكملات مفيدة إلى مكملات خطرة على الصحة، وقس على ذلك الكثير من الدراسات، التي يقوم معظمها على أهداف تجارية بحتة غرضها الربح المادي. Saif.alshamsi@admedia.ae