كثيراً ما نطالب بتأهيل الكوادر الإدارية لمواصلة مسيرة العمل بكفاءة واقتدار وتميز وندعو إلى إتاحة الفرص للأجيال وتكاملها والاستفادة منها، وإضافة كل المعطيات والمستجدات التي تطرأ بين الحين والآخر في عالم سريع التطور باستشراف المستقبل وفق المعايير السائدة والمزمع دخولها المعترك والآلية التي يطالبنا بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة تأهيل الصفوف الثاني والثالث والرابع والخامس. نحن في المجال الرياضي لم ننجح حتى اللحظة في تأهيل الصف الثاني ولم نفسح له المجال ليشتد عوده إلا ما ندر أو دخل بإرادته لا بتشجيع منا، وأغلقنا الأبواب في وجهه بتكاسله أو بإبعاده، ولكننا في نهاية المطاف نعيش خللاً في منظومتنا الرياضية التي لم تتطوَّر، وأوصدنا كل الأبواب أمام الأفكار الجديدة المتطابقة مع توجه الدولة في الارتقاء بمستوى الأداء والخدمات ونشر السعادة والرفاهية للمواطن والمقيم المشارك لنا في التنمية كما قالها سموه في حديثه مع أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة دبي قبل أيام. كثير من الأفكار المتداولة اليوم كانت حاضرة في منتصف التسعينيات، ولكننا لم نتجرأ على تناولها لأننا لم نكن مهيئين لها، ولم يكن بين صفوفنا جيل الشباب ليتبناها، وكنا نرفض العمل بتطبيقها خوفاً من فشلنا في استيعابها، وكنا نعتبر بعضها سيادية من حق الجهات الحكومية المشرفة على الرياضة، وحتى التفكير فيها كان بمثابة الخروج عن المألوف، ويضعنا أمام مفصل النجاح والفشل الذي كنا نخافه وكأن ما كنا نقوم به مضمون النجاح، وأن الأفكار الجديدة قد تهوي بنا. كان ذلك الخوف يعيش في دواخلنا، أو لأننا لا نحب التغيير الذي يضعنا أمام تساؤلات الشارع الرياضي في حالات الفشل، متناسين أن الأفكار الناجحة تولد من رحم المعاناة والتجارب الفاشلة أحياناً. اليوم وبعد مرور 46 عاماً على قيام الدولة ونجاحاتنا في مختلف المجالات نجد أنفسنا أمام تحدٍّ لم نألفه وسط نجاحات القطاعات الأخرى وتفوقها ورياضتنا التي بدأت قبل قيام الدولة تسير ببطء شديد قياساً ببقية القطاعات التي تتميز عن مثيلاتها في الدول المتقدمة.. لن يتحقق لنا ذلك إلا بتأهيل الصفوف التالية للصف الأول الذي ظل قابعاً على سدَّة الإدارة الرياضية في القطاع الأهلي الذي لم يشهد التتويج إلا مرات قليلة.. علينا أن نعمل على تأهيل بقية الصفوف لنواصل مسيرة النجاح.