أسبوع زاخر مثمر لعاصمتنا الحبيبة، حفل بالعديد من الأحداث والفعاليات، ولعل من أبرزها الحدث الإنساني الرفيع.. منتدى الصحة العالمي «بلوغ آخر ميل.. العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية» الذي انعقد في جزيرة المارية بالعاصمة برعاية وحضور ومشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أطلق جائزة تحمل اسمه للصحة العالمية بفئاتها المتنوعة، وكرم الفائزين بها ممن قدموا إسهامات بارزة في القضاء على الأمراض المعدية. كما قدم سموه مساهمة بقيمة 20 مليون دولار لصندوق «بلوغ آخر ميل» الذي تم إطلاقه خلال المنتدى لجمع 100 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على مرض العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي، في إفريقيا والشرق الأوسط. لتضاف إلى جملة مساهمات سموه السخية تجسيداً لنهج الإمارات ومبادراتها لدعم الجهود الدولية لمساعدة المجتمعات المحرومة على التخلص من الأمراض والأوبئة لتكون قادرة على التنمية وبناء أوطانها. في المنتدى الذي أقيم بالشراكة مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس ومركز كارتر برزت تجارب ملهمة لعطاءات الإنسان وحرصه لمساعدة أخيه الإنسان بدون تمييز، وفي مقدمة هذه النماذج والتجارب الجهد الجبار الذي قامت به الإمارات وبتوجيهات من قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لاستئصال مرض شلل الأطفال من باكستان حيث جرى تطعيم أكثر من47 مليون طفل، ونجحت الحملة منذ إطلاقها عام 2014 وحتى العام الجاري في خفض الإصابات بالمرض من 306 حالات إلى خمس فقط. وهناك مساهمة سموه كذلك في برنامج الشراكة لدحر الملاريا التي تفتك بملايين الأشخاص حول العالم. من التجارب الملهمة تجربة الملياردير بيل غيتس الذي خصص الجزء الأعظم من ثروته للقضاء على الأمراض والأوبئة في مناطق مضطربة من عالمنا، وحظي أمس بتكريم قيادتنا الرشيدة التي أنعمت عليه بوسام الاتحاد. ومن «أبطال الصحة» الذين تم تكريمهم أصحاب قصص ملهمة من السودان وجنوب السودان ونيجيريا. واطلع المنتدى على تجربة ناجحة لدولة فقيرة تجاوزت محنة الحرب الأهلية، وهي سريلانكا التي نجحت في دحر الملاريا من 3.5 مليون إصابة عام 1974 إلى70 حالة العام 2011. حفظ الله الإمارات منارة للعطاء وداعماً لإسعاد البشرية حتى « آخر ميل».