لو أنك حدثت أحدهم في مكان آخر من كوكبنا الأرضي بأن بإمكانه السفر إلى حيثما يريد من دون جواز سفر، فلربما أعتقد أنك تستخف بعقله في زمن أصبح فيه السفر يواجه تحديات جمة، وبالأخص عند منصات التدقيق في جموع القادمين والمغادرين بمطارات العالم.
ولكن هذا الأمر أصبح واقعاً على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة مع بدء التطبيق التجريبي اليوم لـ«الممر الذكي» في مطار دبي الدولي، والذي يتيح تجربة السفر من دون جواز سفر، أو بطاقة الهوية، أو أية وثيقة إثبات شخصية وخلال ثوان معدودة، ولا نقول دقائق، فقط اعتماداً على بصمتي العين والوجه لترسي بذلك دولة الإمارات عهداً جديداً في صناعة وحركة السفر العالمية، والتي ستتوسع مستقبلاً.
الخطوة الجديدة تدشن مرحلة متقدمة من الانتقال لخدمات الحكومة الذكية، في إطار تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
كما أن التجربة الفريدة وغير المسبوقة تعد امتداداً لجهود ومبادرات القيادة الرشيدة لإسعاد المتعاملين من جهة، ومن جهة أخرى تعبر عن مستوى ما وصل إليه سباق الدوائر والجهات الحكومية في ميادين ومجالات الابتكار للارتقاء بخدماتها وتطويرها لتحقق طموحات القيادة في التميز في خدمة الجمهور، وها نحن نجد منفذاً من واجهات البلاد يمثل سيادتها، ويرتقي بخدماته لهذا المستوى من التسهيل والمرونة، وفي الوقت ذاته يراعي متطلبات واشتراطات الأمن والأمان واليقظة في حماية منافذ الدولة.
تجربة الممر الذكي تمثل صورة من صور تطور صناعة السفر والسياحة في الإمارات التي استطاعت أن تضع بصماتها، وترسخ أقدامها بكل قوة في هذا القطاع الذي يجتذب سنوياً ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم الذين يقبلون عليها على مدار العام بفضل البنية التحتية المتطورة من حيث الفنادق العصرية بمختلف فئاتها، وكذلك الأسواق والخدمات التي جعلت منها قبلة المتسوقين وفردوس المرافق الترفيهية والأنشطة والفعاليات الرياضية والعلمية والمجتمعية وصناعة المؤتمرات والمعارض المتخصصة، وكذلك لما يلمسونه من ترحيب في مجتمع متسامح، وفي رحاب واحة آمنة مستقرة.
إن ما حققه قطاع السفر والسياحة من مساهمة في عجلة الاقتصاد الوطني، هو نتاج رؤية وتخطيط وجهد دؤوب للقيادة الحكيمة لتنويع مصادر هذا الاقتصاد الذي يعد من قصص نجاح النموذج الإماراتي الملهم الذي نفخر ونعتز به.