مناسبة الحديث عن البلدية ليس بوجود مسؤول جديد يتولى دفة القيادة فيها، وإنما في تأخر تنفيذ بعض المشاريع التي طال انتظار الجمهور لها ويُحمِّل تبعاتها للدائرة، سواء أكانت تتحمل المسؤولية المباشرة عنها أم بصورة غير مباشرة. وكذلك اختيارها أوقاتاً غير مناسبة لصيانة بعض المرافق المسؤولة عنها، ولعل أحدثها إغلاق جزء بسيط من كورنيش أبوظبي لإجراء أعمال الصيانة، في وقت يشهد فيه المكان إقبالاً كبيراً من الأهالي مع الأجواء الجميلة واعتدال الطقس هذه الأيام. أما أكثر صور تأخر تنفيذ المشاريع، فهي إنشاءات الطرق الداخلية قبالة مركز «أبوظبي مول» التي طال أمدها بصورة غير طبيعية، وأثر على الحركة المرورية والتجارية في المنطقة. بلدية أبوظبي لها جهود مشكورة ومقدرة في الارتقاء بالأداء العام للعديد من المرافق المهمة التابعة لها، ولعل في مقدمتها النقلة النوعية للمنصة الموحدة لتراخيص البناء التي اختصرت زمن استخراج التصريح بصورة كبيرة ملموسة، وكذلك تسريع خدمات توثيق العقود الإيجارية «توثيق» إلكترونياً بعدما كان المراجعون يضطرون للانتظار في طوابير منذ الساعة السادسة صباحاً للحصول على أرقام تنظيم الوصول للموظف المختص. ومن الخدمات التي طورتها وأسعدت المواطنين، تنويع نقاط الحصول على الأغذية المدعمة من خلال المراكز التجارية الكبرى، وخدمات التوصيل المنزلي والحجز عبر الإنترنت بعد أن كانت مقتصرة على مراكز التوزيع التابعة للبلدية في العاصمة وضواحيها. كل الأنظار تتجه للبلدية، متطلعة للمزيد من الخدمات المتكاملة بأداء عصري متطور، يليق بعاصمتنا الحبيبة، والمكانة الإقليمية والدولية التي تحققت لها، وقد أصبحت قبلة الجميع، وهي تحتضن العديد من الفعاليات والمؤتمرات والمعارض على مدار العام، وتستقبل آلاف السياح من شتى أنحاء العالم الذين يتدفقون للاستفادة من المرافق والمنتجعات السياحية التي تزخر بها. آمال عريضة نضعها على بلدية أبوظبي وإدارتها الجديدة، وهي تنطلق نحو أفق جديد للأداء من أجل تحقيق هدف القيادة للارتقاء بالخدمات، وإسعاد سكان أبوظبي.