في البداية أنتهز الفرصة وأبارك لكم قدوم شهر رمضان الكريم، وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ويجعلنا من المقبولين. كنت أنوي مواصلة الكتابة عن قضية التنظيم السري كما ذكرت في زاوية الأسبوع الماضي، لكنني قررت التوقف عند كل ما ذكر فيها، لأن هذه القضية انتهت بقول القضاء كلمته فيها، والحديث فيها لم يعد يقدم أو يؤخر، وكل ما نتمناه الآن أن تُطوى هذه الصفحة في الإمارات إلى الأبد، وبغير رجعة إن شاء الله، لأن الإمارات تستحق منا أن نضعها في أعيننا ونسعى للمحافظة عليها ودعم ازدهارها، وليس المزايدة عليها واللعب بمقدراتها واستقرارها. عموما، في رمضان نلاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً بمحاربة التسول ووضع حد حاسم لهذه الظاهرة وهو أمر طيب، لأن هذه ظاهرة سلبية وفي نفس الوقت دخيلة علي الدولة، بعد أن حولها بعض ضعاف النفوس وقليلي المروءة، محطة لهم للشحاتة ومطاردة خلق الله. لا أريد أن اكون مناعاً للخير، ولكننا لا نقبل ان تصبح الدولة قبلة للشحاتين، يتوافدون عليها من أجل التسول، ولحل هذه المشكلة لابد أن يتوقف الناس عن التعاطف مع المتسولين، والذين يحاولون استغلال طيبتهم والأجواء الإيمانية التي تغلف رمضان في انتزاع الصدقات منهم. من يريد أن يتصدق أو يزكي ولا يعرف أحدا محتاجا، فإن هناك حلولا بديلة تتمثل في الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل مكان، وهذه أدرى بالمحتاج من غيره، كما أن برامج تحصيل الزكاة منتشره في كل مكان ويمكن تسليم الزكاة لها وهي أدرى أين تصرفها. إذا جاءك شخص يدعي الحاجة، عليك أن توجهه للذهاب إلى الجمعيات الخيرية، إذا كان محتاجا سيساعدونه، وإذا لم يكن سيصرفونه، وفي كلتا الحالتين، فإن امتناعك عن مساعدته بشكل مباشر سيساعد في الحد من التسول. علاوة علي ذلك قصص المتسولين والشاحتين أصبحت متكررة، ومملة ولا يوجد فيها ابتكار، ولكنها للأسف مازالت تنطلي علي بعض الأشخاص، الذين ما زالوا يصدقون هذه القصص، ومنها قصة نفاد البترول من السيارة، أو أن الشحات وأسرته قادمون من مكان بعيد ولا يملكون أجرة العودة. كيف يمكن لشخص ان يملك سيارة ولا يملك القدرة علي شراء الوقود، يعني قدر على الصعب وما قدر على السهل، وكيف لأشخاص يأتون من مكان بعيد ولا يملكون أجرة العودة، أليس من الأفضل لهم من الأساس ألا يأتوا وأن يظلوا في مكانهم ويكفوا الناس شرهم. حجج واهية وقصص غريبة، آخرها ما كشفته شرطة دبي قبل أيام عن ضبط متسولة تقود سيارة «لكزس»، وتتسول الوقود من المارة في المحطات بحجة أنها لا تملك المال، والسؤال لكل من ساعد هذه المتسولة، كيف صدقتها ؟! Saif.alshamsi@admedia.ae