تغيرت الكثير من الأمور منذ قيام دولة الإمارات قبل 46 عاماً، وشتان الفارق بين البدايات وما وصلنا إليه الآن، فقد قام الرعيل الأول بدوره على أكمل وجه في مرحلة التأسيس، حتى أصبحت الإمارات أنموذجاً يحتذى به، وتوالت الأجيال جيل يكمل مسيرة الجيل السابق، واليوم أصبحت الحكومة أكثر شباباً، والقيادات الشابة تتصدر الصفوف الأمامية، فلدينا أصغر وزيرة في العالم تتولى ملف الشباب، ولدينا وزيرة شابة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، ووزيرة شابة للثقافة وتنمية المعرفة، ووزير شاب لا يتجاوز عمره 27 عاماً أسند إليه ملف الذكاء الاصطناعي، والرهان على الشباب مستمد من ثقة القيادة بهذه الشريحة، فهم عماد الأوطان وذخيرة الأمم. أما في القطاع الرياضي فتبحث عن الكفاءات والقيادات الرياضية الشابة فلا تجدهم، وهم يدفعون ثمن عدم إعداد كوادر قادرة على حمل المسؤولية وتولي دفة القيادة، فهؤلاء الشباب لم يجدوا من يأخذ بيدهم، ويجهزهم كصفٍ ثانٍ يفترض أن يتولى مسؤولية الملف الرياضي برؤية شابة قادرة على مواكبة المستجدات في العالم، والمتغيرات التي لا تجيد التعامل معها عقول شاخت وهرمت، ومع ذلك ترفض التخلي عن كراسيها، وتصر على عدم إفساح المجال للوجوه الجديدة. فتش في المؤسسات الرياضية بالدولة، ابحث عن الشباب، إذا وجدت البعض منهم ستجد أن لهم أدواراً هامشية، ووضعت أمامهم خطوط حمراء فليس مسموح لهم بتجاوزها، راقب من يترشح لرئاسة الاتحادات الرياضية، جلهم ينتمون إلى «المدرسة القديمة»، نفس المدرسة التي فشلت مراراً وتكراراً، وهم أنفسهم يرفضون تقديم المصلحة العامة، ويصرون على البقاء في المشهد الرياضي مع أنهم يمثلون أبرز نقاط ضعفه وقلة حيلته. حكومة الإمارات تزداد شباباً، وتزيد بها إنجازات الدولة بريقاً ولمعاناً، أما الرياضة فتزداد شيخوخة، وتجد المسؤول يتقدم به العمر ومع ذلك فلا يقنع، حتى بعد خروجه من المشهد وإشهار إفلاسه وليس لديه ما يضيفه لا يكتفي ولا يشبع، يتحين الفرصة ويظل منتظراً، متلهفاً للعودة، ينتظر اتصالاً أو رسالة نصية أو حتى إشارة، أو همسة، أو غمزة، أو إيماءة أي شيئا ليتجاوب على الفور، عل وعسى تحمل له منصباً جديداً، ومسمى أكبر، ثم نتساءل لماذا نتطور في كل القطاعات ورياضتنا لا تتطور؟، كيف تتطور ونحن لا نجدد شبابها، ونعتمد على الفكر البالي والعقليات العقيمة، دولتنا تقترب من اقتحام الفضاء أما رياضتنا فتدار بأساليب أصحاب المدرسة القديمة.