تؤكد الإمارات في مختلف المناسبات أنها مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية «قلباً وقالباً» وهي «دوماً السند والعضيد» لها في «العسر واليسر. وقد جاءت تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الليلة قبل الماضية لتؤكد هذا الموقف المبدئي الذي ينطلق من روح الأخوة والتاريخ والمصير المشترك الذي يربط البلدين والشعبين الشقيقين، وقيادتي البلدين، وتقدم صورة زاهية ناصعة للمستوى الذي تكون عليه علاقات الأشقاء ضمن البيت الخليجي الواحد. علاقات تستند لروابط ضاربة الجذور، ووشائج تجمع الشعبين الشقيقين، ورؤى موحدة بين قيادتيهما في أبوظبي والرياض أينعت وأثمرت العديد من المشاريع والمبادرات لما فيه خير وصالح البلدين ومواطنيهما في الإمارات والمملكة، ولعل مجلس التنسيق القائم خير دليل على المستوى الرفيع من تبادل الآراء والمواقف ونضج العلاقات التي تقف دوماً إلى جانب الحق وردع العدوان، كما في تحالف الحق الذي تقوده المملكة العربية السعودية بقيادة سلمان الحزم لنصرة الشرعية في اليمن والتصدي لمحاولات التمدد الإيراني ورأس حربة المخطط الإجرامي، الميليشيات الحوثية. موقف تضامني أخوي عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تجاه الأشقاء في المملكة بعد أن اعتقدت تلك العصابات الحوثية ومن يمدها بالأسلحة والصواريخ أنها قادرة على النيل من أمن واستقرار السعودية واستهداف منشآتها الحيوية، ولكن مخططاتهم خابت بفضل الله حامي وحارس «دار الحرمين»، ويقظة أبطالها من منسوبي القوات المسلحة السعودية ورجال أمنها الأوفياء. وهذه المحاولات البائسة اليائسة للمعتدين تدل على أنهم في الرمق الأخير وأهل الحق على طريق النصر المؤزر قريباً. مواقف مبدئية أخوية مع المملكة وهي تتصدى بكل حزم للعدوان الخارجي وأدواته، وبذات العزيمة والإصرار ترتب البيت من الداخل برؤى عصرية تسابق الزمن عبرت عنها رؤية السعودية 2030 التي يحمل لواءها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وجسدتها المشاريع العملاقة من حجم مشروع «نيوم» الأضخم من نوعه في تاريخ المنطقة. وكذلك حملة تطهير البلاد من الفساد والتي أطلقتها لجنة مكافحة الفساد وفق قناعة القيادة السعودية بأن أي وطن «لن تقوم له قائمة ما لم يتم اجتثاث الفاسدين من جذورهم ومحاسبتهم». حفظ الله الإمارات والمملكة معاً للأبد.