تخرج في مجتمعات غير بعيدة عندنا في العالم العربي، مسيرات وتظاهرات مليونية تعبر عن اليأس والإحباط الذي تعيشه فئات شبابية جراء انعدام فرص العمل والتأهيل والعيش الكريم وغيرها من الأسباب الناجمة عن غياب خطط التنمية والعدالة الاجتماعية. ولكن من هذه البقعة الساطعة بالمنجزات الملموسة، من إمارات الخير والمحبة والعطاء، نحن على موعد متواصل مع قبسات من نور وضياء، تمتد لتضيء وتبدد بعضاً من حلكة الواقع المرير في تلك المجتمعات، وتصل للشباب لمساعدتهم على تجاوز تلك الظروف. خلال الأيام القليلة الماضية كنا أمام مليونية جديدة من مليونيات محمد بن راشد، بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة تعليم مليون شاب عربي لغة البرمجة في قطاع يصل حجم التعامل العالمي في التجارة الإلكترونية 15 مليار دولار، وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات 3 مليارات دولار. مبادرة تدريب مليون مبرمج عربي، تفتح نوافذ أمل جديد للملايين من الشباب العربي، ليس فقط بل تحمل لهم من جوائز وحوافز، بل بما تؤهلهم له في سباق المستقبل. وهي تلخص رؤية قيادة الإمارات، كما عبر عنها سموه بأن « الإمارات ستكون أقوى بمحيط عربي أقوى وأكثر صحة، وبشباب عربي يمتلك أدوات مستقبله». انطلاقاً من قناعة تعد نهجاً إماراتياً بامتياز بأن «مشاريعنا ومبادراتنا العربية لن تتوقف، لأن استقرار المنطقة أمانة في أعناقنا جميعاً» بحسب فارس المبادرات والإيجابية والطموح. «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» تضم تحت مظلتها 33 مؤسسة ومبادرة تنفذ أكثر من1400 برنامج تنموي وإنساني حول العالم، وقدمت دعماً لما يزيد على 130 مؤسسة وهيئة حكومية وخاصة. ويلاحظ المتابع لهذه المبادرات الحرص على إقامة وتعزيز وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص وإتاحة الفرصة له للمشاركة وتحمل مسؤولياته المجتمعية. ولدى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مبادرة المليون مبرمج عربي، دعا جميع القادرين في الوطن العربي على إطلاق المبادرات للشباب، وخلق الأمل وصناعة واقع أفضل لأن «اليد الواحدة لا تصفق، ونحن مستعدون للتعاون مع الجميع». هي الإمارات دوماً منارة غرس الأمل وإضاءة شموع المعرفة والثقة بالنفس، فالخير كثير «والإمكانيات ضخمة والشباب قادرون، وكل ما نحتاجه بداية» على الطريق الصحيح، بدلا من الاستسلام بأننا « قد هرمنا».