“عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، عطونا من حق الله سلم لكم عبدالله” بعد أيام قليلة وبالتحديد بعد أربعة أيام من اليوم يحتفل أهالي وأطفال دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة “الحق الله” التي لطالما انتظروها وأعدوا لها العدة والتجهيزات الكثيرة والمستحدثة للمشاركة فيها والاستعداد لاستقبال ضيف وشهر جليل يليه وهو شهر رمضان المبارك؛ وخلال هذه الأيام يتكرر المشهد في كل عام في أماكن ومنافذ البيع فتبدأ الأمهات وربات البيوت بالذهاب إلى الأسواق والتبضع لاكتشاف واقتناء المنتجات والسكاكر والحلويات التي تلازم هذه المناسبة والتي لا يحس الكثيرون بدونها حلاوة هذا اليوم. وعرفت هذه العادة وتوارثت جيلا بعد جيل منذ أزمان بعيدة كانت ترافقها كلمات وأهازيج متنوعة يتغنى بها الأطفال، يجوبون بها الأحياء السكنية والفرجان، ويطوفون البيوت، ويطرقون الأبواب بحثاً عن حق الليلة. حيث جرت العادة في الإمارات بأن يحتفل الناس بمنتصف شهر شعبان، وقد كرست الأجيال جيلاً بعد جيل هذا الاحتفال، وهناك من يجد أن هذه الظاهرة تقليد جرت العادة عليه دون معرفة سببها الذي دعا الناس إلى أن يحتفلوا بها كل عام وفي منتصف شعبان، وكما يسميها البعض في الدول الخليجية مثل الكويت والسعودية والبحرين القرقعان أو القرقاعون، ومنهم من يحتفل بهذه المناسبة في منتصف شهر رمضان. وتقول بعض التفسيرات إن تميز ليلة النصف من شعبان حدثت لكونها مناسبة تغيير القبلة، قبلة المسلمين التي يتجهون إليها عند الصلاة ومن المعروف أن القبلة التي كانوا يتجهون إليها في صلواتهم قبل الكعبة كانت بيت المقدس، وتفسير آخر يعتبر شهر شعبان أفضل شهور السنة، حيث يقع بين شهرين فضيلين هما شهر رجب وشهر رمضان، كما جاء في الأثر: إذا جاء شهر رجب وشعبان قولوا: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان. أما كبار السن من المسلمين فلهم تفسيراتهم الخاصة لمثل هذه المناسبة يقولون في هذه الليلة تسجل الحسنات وتمحى السيئات، وتسجل آمال وتمحى أخرى ويقوم الأهالي بهذه المناسبة بالاستعدادات مع بداية الأسبوع الثاني من شهر شعبان بتجهيز الأدوات والأشياء المطلوبة للاحتفال بهذه المناسبة ويقوم أصحاب المحلات والدكاكين بعرض بضائعهم وأهمها الحلويات والمكسرات وهي أهم لوازم هذا الاحتفال، فيتم التجهيز منذ البداية بخياطة الأكياس القماشية التي يضعها الأولاد والبنات الصغار منهم والكبار على أكتافهم ويسيرون في مجموعة كبيرة من بيت إلى بيت وكأنهم يقولون للناس من الواجب عليكم إدخال الفرحة في قلوبنا، ويطوف الأولاد بعد ارتدائهم هذه الأكياس على جميع بيوت الفريج الذي يسكنون فيه وهم يرددون الأهازيج الخاصة، حيث تبدأ المسيرة بعد أذان العصر ويستعدون للخروج في قافلة وسط جو مرح يغري كل فرد بالاشتراك في هذه العادة، وأثناء طوافهم على المنازل يطرقون الأبواب ويبدأون بالغناء إلى حين خروج أهل البيت لإعطائهم من حق الليلة. Maary191@hotmail.com