بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في مجتمعنا، ما يعرف بـ”السيجارة الإلكترونية”، خاصة بين جيل الشباب ومن هم دون السن الـ 18، بعدما حصلت على ترويج كبير على أساس أنها نافعة ،وغير ضارة، ما أعطى مبررا لكثير من المراهقين، التمادي أمام أولياء أمورهم واستخدامها علناً. الموضوع في غاية الخطورة ليس فقط من أجل التربية، وإنما لدواعي صحية، فقد منعت هذه السيجارة في كثير من دول العالم المتقدمة، التي أجرت عليها تجارب أثبتت مضار تلك الآلة وخطرها على المستخدمين، بشكل لا يقل عن مضار التدخين التقليدي، إن لم يكن أكثر عنه. نحن هنا ليس بصدد الترويج للسيجارة التقليدية، وإنما للتحذير من التدخين بشكل كامل سواء كان تقليديا أم إلكترونيا، أو حتى بما يعرف بالمدخنين السلبيين، وهم الذين يجالسون المدخنين ويستنشقون دخانهم. وقد حذرت في السابق منظمة الصحة العالمية، موضحة أن المروجين لهذه السيجارة الإلكترونية، يغالطون الناس بالزعم بأنها وسيلة ناجعة للتوقف عن التدخين، حيث أثبتت الدراسات إمكانية أن تكون السوائل المستخدمة للنيكوتين عالية التسمم، ولها آثار سلبية على الصحة، وان هناك جدلاً حول هذه السيجارة لما تسببه من خلل في وظائف الرئة بسبب الدخان المنبعث منها. بعض الشباب هبوا عليها، ليس بغرض الإقلاع عن التدخين، وإنما بغرض تجربة شيء جديد، وتقليدا لصرعة جديدة على المجتمع باتت تتفشى فيه، وهو ما يستلزم وضع حد لمستوردي هذه السيجارة، أو من يقوم بالترويج لها، و الطامة الكبرى أن بعض الصيدليات بدأت تروج لها على اعتبار أنها البديل عن التدخين والتي تقوم بعمل الملصق “النيكوتيني”، حيث يكون الغرض، التربح فقط دون أدنى مسؤولية للمهنة طبابة الناس وليس مضرتهم. بعض التقارير بثتها الشركات المصنعة والمستوردة لهذا الآلة الخطيرة، وتفيد أن بعض الدول اعتبرتها بديلا ناجحا عن التدخين، ولكن كل ذلك، فقط من أجل الحصول على الربح وبيع تلك السيجارة في المجتمعات بصورة أكبر. في الإمارات، بدأ التدخين بشكل عام ينحصر في عدد من المرافق العامة والمراكز التجارية، بسبب القوانين المتبعة والأنظمة التي فرضتها الجهات المختصة لضمان سلامة الناس وصحتهم، إلا أنه ينبغي التشديد على تلك المنتجات المدمرة للصحة ومعاملتها معاملة التدخين، وتحريمها على من هم دون الـ 18 عاما، وحظرها في المراكز التجارية والمرافق العامة. وما أقول إلا الله يستر من الزمن القادم، «فقد يصبح تدخين الشيشة بالإيميل». halkaabi@alittihad.ae