الطريق إلى المجد يبدأ بخطوة، وأولى الخطوات رؤية واضحة وفكرة راجحة، وغاية ناجحة، وأهداف تتطور نسلاً باتجاه تحقيق كل ما يحفظ الوطن ويسعد المواطن.
هكذا يبدأ النبلاء في صناعة التاريخ، وبناء الحضارة وتشييد الصروح الرفيعة المرفوعة، على أكتاف المخلصين والصادقين والجادين، والواثقين والواثبين بلا تردد أو تصهد أو تنهد.. تحقيق التنمية حق للأجيال، يجب أن تنعم به كما ننعم نحن بما أنجزه المؤسسون.. هكذا جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتضع النقاط واضحة وصريحة على حروف ما يعتلج في القلوب وما يختلج في الصدور، وما يشغل الرؤوس والنفوس.. كلمات تلهج بها الألسن وتتلوها الشفاه، لأنها كلمات أشرقت من قلب إنسان محب مدنف بعشق الوطن، ورفعته ونهضته وتفرده وتميزه بين الأوطان.. كلمات تؤسس لمنهج وطني ومبادئ لأخلاق تنموية وثقافة الاعتزاز بالإنسان أياً كان نوعه ولونه .. كلمات نثرت قلائد وقصائد الحلم الجميل، والعلم النبيل، وأخلاق القائد الأصيل الذي يتلمس حاجة الإنسان ويجس نبض همومه وطموحاته وآماله وأمنياته وما يجيش في خاطره.
فأن يضع القائد مشاركة المواطن كقاسم لا شريك له وهاجس لا غنى عنه فإنه الطريق إلى أشعة المجد التليد يكون واسعاً ساطعاً لامعاً، ممعناً في تأسيس وطن المحبة والوفاء والبذل والسخاء.. وأن تكون القيادة سباقة في صياغة الأمل، وزخرفة الحياة وتلوين الأحلام ونسج خيوط الحرير التي تربط ما بين الحاكم والشعب، فإن الحصن يكون حصيناً والغصن متيناً والجذع سامقاً باسقاً رشيقاً أنيقاً متحلياً بأخلاق الطبيعة الفذة رافلاً بسندس واستبرق.
كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نظرية متكاملة في تسامق الوطن والمواطن وتسابق التوأمين في خلق واقع يمضي قدماً نحو غايات ورايات وساريات ترتفع بارتفاع النجوم وتضيء بضياء الأقمار وتشمخ بشموخ الكواكب.. كلام سموه يضع المواطن أمام مسؤولياته كشريك ملتزم في تحمل أعباء الحفاظ على المكتسبات وصون المنجزات وخلق المعجزات من أجل إتمام مهمة الحضارة التي أنيطت بهذا الوطن كي يكون حارساً لمفرداتها، متمترساً عند ثغورها محتلاً المراكز الأولى في مختلف المجالات والميادين لا يعترف بالفشل ولا يعيقه ملل، ولا يقيده ككل، ولا يخشى جللاً ولا يهاب زللاً، لأنه وطن الجياد “السبوق” والإبل “اللحوق”، والإنسان الذي لا تخيفه بروق.. كلمات سموه ناقوس يدق في الأذهان ويحرك الأشجان، فلا مجال للإحباط والكسل.



marafea@emi.ae