خطوة نحو التفاؤل، وثبة باتجاه إضاءة الطريق، ومضة لأجل تلوين الأحلام، وبداية نيِّرة لإزاحة مفاهيم مغلوطة عن المعاقين، تقوم بها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بتعاقدها مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية على شراء 500 مركب تراثي من إنتاج المعاقين بهدف دعم هذه الفئة المنتجة وتفجير طاقاتها الإبداعية التي ليس لها حدود.
خطوة سبقتها خطوات في اتجاهات مختلفة، وقطاعات وشرائح اجتماعية متنوعة، تبنتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية من أجل النهوض بالإنسان واستثمار قدراته، إيماناً من المسؤولين والقائمين على هذه المؤسسة من أن كل إنسان يملك من القدرات ما يؤهله لأن يكون شريكاً فاعلاً في بناء المجتمع، ومن يفقد حاسة من حواسه، فإنه يختزن طاقة هائلة في حواسه الأخرى، ما يجعله مؤهلاً بأن يكون عنصراً قوياً، قادراً على العمل في مجالات مختلفة، وما هذه الخطوة التي قامت بها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية إلا نتيجة وعي ونباهة، مقدرة لدى من يهمهم شأن بناء هذا البلد والنهوض به، والاستفادة من أبنائه ليكونوا شركاء حقيقيين في تحقيق طموحات القيادة وما تصبو إليه من ازدهار الوطن ورقيه.
ذوو الاحتياجات الخاصة محتاجون إلى مؤسسات الدولة لكي تتفهم حاجاتهم، وتعي دورهم، وتستوعب طاقاتهم، وتقوم على الرعاية والعناية بما يقدمونه من نشاط إبداعي، يرفد المجتمع بمزيد من العطاء والبذل.. هذه الشريحة التي وجدت ضالتها في مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية تجد نفسها اليوم في أحضان الوعي، وبستان الاخضرار، وتضاريس الأشجار الوارفة وهم يخوضون معارك الوجود، مستلهمين من هذا التعاضد والتكاتف أوراق الأمل الناصع، مستيقظين على سفر الميلاد لطاقات لا بد لها أن تُثمر وأن تُزهر وأن تزدهر، وأن تُسفر عن أعمال قيِّمة، تؤكد مدى أهمية أن يعي المجتمع دور كل عنصر من عناصره، وبلا استثناء أو إقصاء لأجل التكامل الاجتماعي، ولأجل تحرير هذه الفئة المهمة جداً من دخان التشاؤم والإحباط.. مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإنسانية، الأغصان اليانعة المتفرعة، التي تظل رؤوس كل من شفهم الشظف، وأتعبهم الشغف، تقف دوماً بالمرصاد، عوناً وصوناً للكرامة بكل شهامة، ونجابة الناس الأوفياء، المخلصين لهذا الوطن، الجادين في المشاركة، الصادقين في بذل الجهد، الذاهبين دوماً بعيداً باتجاه الإنسان.. فحقاً هي اسم على مسمى، وهي تحمل اسم صاحب الأيادي البيضاء، رئيس دولتنا المعطاء.. وشكراً لمن يعطي ويبذل، دون كلل أو ملل.. شكراً للمخلصين من أبناء هذا البلد، إمارات الخير.


marafea@emi.ae