دعوات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، لشباب الوطن بالتكاتف لأجل الحفاظ على المنجزات الحضارية التي حققتها الإمارات، إنما تنبع من رغبة صادقة من حاكم جس نبض الإنسان في بلاده، وتلمس بإحساس مرهف الأهمية القصوى لتلاحم الناس جميعاً حكومة وشعباً، لدرء الأخطار وحماية الوطن من أي غث أو رث، وبما أن فضاءات العالم أصبحت مفتوحة على آخرها، فإن الأهواء والأرزاء قد تنفذ من أي مكان، ضعف فيه الساعد، وانخفض الكعب ولا رادع، ولا مانع للشر غير وازع الإنسان عندما يعي أهمية الوطن وسيادته كنسيج لا يمكن القبول بزعزعته أو مسه بما يسيء إليه.
ولكن يبقى الإنسان على عهده ووعده، وسعده، فلابد من توافر بيئة آمنة، تحف الإنسان بأسباب الاطمئنان، وتجعله قادراً على كسب مسببات حياته المعيشية من دون كدر أو منغصات، ولذلك فإن الدولة باستشعارها هذه الأهمية القصوى، بادرت منذ البدء في توفير وسائل العيش الكريم، وتسخير كافة احتياجات الإنسان من تعليم وصحة وسكن، والسعي دائماً بمبادرات بنّاءة تخدم مصلحة الإنسان، وتؤدي فريضة الانتماء ليصير الوطن وعاء يضم الجميع، ويشترك فيه الكل في الهموم والطموحات.
بفضل هذه السياسة الداعية، أنجزت الإمارات مشروعها الحضاري، وحققت المراتب العالية في صناعة المجد الإنساني، وصارت التجربة الإماراتية في بناء الإنسان يشار إليها بالبنان.
وعندما نلتفت يميناً وشمالاً على خريطة المنطقة، لا نجد وجهاً للمقارنة بين بلادنا وبلاد الغير، وعلى جميع الصعد، لأنها الإمارات بالفعل غير، ولأن السياسة في التعاطي مع قضايا المواطن هي غير، ما جعل التفرد سمة الإمارات والتميز شيمة هذا البلد، وقيمته في الوجه الحضاري الطالع من تربة الصحراء كنخلة شامخة راسخة.
عندما نلتفت يميناً وشمالاً، في المحيط الجغرافي من حولنا، نجد الإمارات تمضي في علاقات إنسانية بين الحاكم والشعب، بعلامة فارقة، تشربت من قيم الناس، وتقاليدهم، والإرث النبيل ولا غرابة أن تصبح بلادنا قِبلة الطامحين إلى مُعين يُعين على راحة النفس وأمان القلب واطمئنان العقل، لا غرابة أبداً أن تحظى بلادنا بكل هذا التقدير العالمي، والإشادات والشهادات بأهمية دورها، في تثبيت أركان الاستقرار في المنطقة وتوثيق عرى السلام بين الدول، وتأكيد مبادئ المحبة والوئام ليس على مستوى الدولة فقط، بل إن هذا المدى الخيري تجاوز الحدود، وتعدى منطق القُطرية، كل ذلك بفضل هذا النهج القويم، الذي أخذته القيادة على عاتقها بقناعة راسخة أن الأمان الداخلي يفتح خطاً ساخناً باتجاه الخارج، ما يجعل التواصل مع الآخر مؤمناً بالثقة، وموثقاً بالمحبة، ومرتبطاً بعوامل اجتماعية بُنيت على أسس صحية وسليمة..
والقيادة التي تستدعي مشاعر المحبة لدى شعبها، وبقوة المنطق والضمير الإنساني تجعل من البلد شجرة وارفة الظلال وواحة للحب، وباحة لشهيق نظيف.. والإمارات هي الجوهر والمحور في صناعة الحب.


marafea@emi.ae