من حقك أن تترافع عن نفسك، وأن تدافع عن عملك، وأن تفند الانتقادات التي تطال أداءك بالحجج والبراهين، ولكن ليس من شأنك توجيه الآخرين، ولا تصادر حقوقهم في النقد وحرية التعبير، وفي الرياضة القاعدة عريضة، والشرائح عديدة، وأهمها شريحة الجمهور، فليس مطلوباً منهم الحضور والتشجيع فقط، ولكن هم خط الدفاع الأول أمام أي عشوائية وتخبط وعبث في مكتسبات الكيان.
عندما نتحدث عن التقصير في عمل بعض الإدارات، وعن فوضوية التخطيط، فنحن نبني كلامنا على أساس النتائج الحاصلة على الأرض، ويكون الجواب الجاهز والمعلب من الذين ينتمون إلى تلك الإدارات أو المقربين منهم، «أنت لا تعرف الواقع»، «الكلام سهل ولكن العمل مختلف»، «لا تعرف صعوبة ظروفنا ولم تعايش معاناتنا».
حسناً، أنا لا أعرف الواقع الذي تعيشونه، ولا أدرك حقيقة ما تعانونه، ولكن خذوني على «قد عقلي» وأجيبوني، إذا كان النجاح في ظل ظروفكم القاسية ومحدودية الإمكانيات صعباً للغاية وغير متاح، فإن رغبتكم المستميتة على البقاء تبقى غير مفهومة، لماذا تتشبثون بمواقعكم طالما فرص النجاح شبه معدومة؟
ليست مهمتي أن أكون مكانكم، ولا هي مسؤوليتي أن أعيش معكم حتى أتباكى على قسوة ظروفكم، أنتم الذين قبلتم المهمة في بادئ الأمر، وأنتم الذين تقفون في وجه التيار، وتقاتلون في سبيل الكراسي والاستمرار، لستم مجبرين على العمل في ظل هذه الظروف، ولسنا مجبرين على السكوت والصمت أمام أي تقصير، وإذا كنتم لا تتحملون سخط جماهيركم، وتزعجكم انتقاداتنا، ففي هذه الحالة لا يتطلب الأمر أكثر من طلب إعفاء وورقة استقالة.
هذا العمل الرياضي، يفترض أنه تطوعي في المقام الأول، كما أنه شأن اجتماعي، وعندما ننتقد الإدارات فنحن لا نتحدث عن أشخاص أو أسماء، ليس هذا شأننا، ولكن نتحدث عن عمل قائم، فإما أن تقبل وجهات النظر المخالفة وترضى بالنقد، أو اترك المكان لغيرك، وعد إلى منزلك، هناك لن ينتقدك أحد، أنتم الذين تصديتم للمهمة، وقبلتم التحدي، واستمتعتم بالشهرة والأضواء حتى كادت تعميكم، جئتم بملء إرادتكم «محد غصبكم»، «محد ضربكم على ايديكم».
لا تتصدى لعمل عام، إذا كنت تكره النقد وتغضب من الكلام، تقبل الملاحظات برحابة صدر، وعندما تعمل وتخطئ فبادر واعتذر، أما أنك ترى الأبواب مسدودة، وفرص النجاح محدودة، وليس بالإمكان أفضل مما كان، ورغم ذلك تحارب من أجل البقاء على كل حال، فهي واحدة من اثنتين، إما أنك تضحك على ذقوننا، أو أنك لا تصلح للعمل في هذا المجال.