في الوقت الذي كنت أحدث فيه نفسي عن الأهداف التي يبحث عنها المدرب من وراء تجمع المنتخب الوطني وإقامة مباراة ودية مع المنتخب الكويتي في هذا التوقيت الصعب حيث الحرارة والرطوبة ورمضان والعشرة الأواخر.. أقول في ظل انشغالي بهذه المعاني فوجئت بالمدرب كاتانيتش يتحدث عنها ويشكو هو الآخر منها.. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا التجمع ولماذا هذه المباراة طالما أن المنتخب سيتضرر منها كما أشار المدرب نفسه عندما قال في تصريحات صحفية بالأمس إن هذه الأجواء تؤثر سلباً على أداء اللاعبين، وعلى النواحي البدنية والفسيولوجية، وقال أعذر اللاعبين فهم لايستطيعون حتى التنفس خلال التدريب. وكان المدرب قد انتقد أيضاً بدء مسابقة الدوري في هذه الأيام الرمضانية لأنها تؤثر على صحة اللاعبين في الأندية والمنتخب، إزاء كل ذلك لست أدري لماذا لم يقرر كاتانيتش إلغاء هذه الفترة من عمر التدريبات، وبخاصة أن هناك فترة أخرى قادمة ومساحة مقبولة للإستعداد لدورة الخليج هذا اذا أقيمت في موعدها في الأصل.. فهناك تقارير تفيد أن النواحي الأمنية في الجنوب اليمني ستزداد سوءا في توقيت الدورة مع نهاية نوفمبر المقبل، وهناك بعض التسريبات التي تؤكد أن هناك مشاورات سرية قد تسفر عن انتقال البطولة إلى قطر التي أبدت عدم ممانعة بصورة غير مباشرة، وهناك خليجياً بالمناسبة من هو غير متحمس بالمرة لإقامة الدورة في هذا التوقيت لافي اليمن ولافي غير اليمن. نعود لمدرب المنتخب ونقول له أنت صاحب القرار الفني ولا أحد غيرك، وعندما نوجه اللوم لن نوجهه إلا لك، فلا دخل للجنة الفنية في أمور تخص صلب عملك المباشر. وحقيقة الأمر أن هذه الكلمات لاتعني إفساح المجال للدوري حتى لايتوقف، بل على العكس فأنا أول المناصرين عقلياً وعاطفياً لمنتخبنا الوطني الذي نسيناه للأسف الشديد بفعل طغيان الدوري بعد دخوله نفق الاحتراف، وكنت ولازلت لست من أنصار تشدد بعض الأندية التي تطالب بالتقيد الحرفي بتعليمات الفيفا فيما يتعلق بتوقيت انضمام لاعبي الأندية للمنتخب وتحجيمها، فمعلوم أن منتخبنا الوطني في حاجة ماسة لفترات مناسبة لكي يستعد جيداً لاستحقاقاته لأن المقارنة بيننا وبين الغرب في هذا الإطار تحديدا لاتجوز. أما بعد هل تريد الحقيقة مجردة بلا رتوش.. إذا كنت من أنصار ذلك فأقول لك إن دورة الخليج أصبحت عالة على المنتخبات الخليجية.. فلا مكان لها ولاحماسة ولالزوم.. الدنيا تغيرت أيها السادة، وما يضرك لايجوز أن تتعاطف مع دورة الخليج في الواقع وعلى الأرض لم يصبح لها مكان، وهي إلى نسيان إن لم يكن اليوم ففي الغد. mahmoud_alrabiey@admedia.ae