أن تكون الرقم 1 في العالم، وتتطلع للصدارة والقمة على الدوام، هذا أمر يحتاج إلى الكثير من الجهد واليقظة، والمثابرة، والإبداع، والتفكير الخلاق، الذي يجعلك تحافظ على تقدمك، وريادتك، وأن تكون مرجعاً، ومثلاً يحتذى.
وعندما تضع دولة في حجم وإمكانيات دولة الإمارات العربية المتحدة، نفسها في هذا الموقع، وترتئي لنفسها هذه المهمة، أن تكون الرقم 1، فهي تضع نفسها في بؤرة التحدي، والمتابع لمسيرة دولة الإمارات منذ سبعينيات القرن الماضي، يجد أن هذه الدولة قبلت التحدي بإرادة وطنية خالصة، وبقيادة تحمل في ضميرها نبض هذا الشعب، وتتطلع ليكون الوطن والمواطن دائماً وأبداً في المقدمة والريادة والصدارة.
قال الكثيرون من المنظرين إننا نحرق المراحل، وحذروا ورسموا صوراً سوداوية معتمة، وبعد أن تم البناء على يدي الأب المؤسس، رجل البيئة الأول، وصاحب نظرية التنمية الوالد الشيخ زايد تراجعوا عن رأيهم، ورفعوا القبعات لما أنجز على أرض الإمارات.
الإمارات اليوم تخوض غمار الألفية الثالثة وهي متسلحة، بأسس قوية، ورؤية واضحة للقيادة الرشيدة تستند إلى سواعد الأبناء، ورغم العواصف والأزمات التي أطلت على المنطقة والعالم مع بداية الألفية، فقد اجتازتها الإمارات بامتياز، هذه الأزمة، وقدمت نموذجاً رائداً في كيفية بناء اقتصاد حر يقوم في الأساس على العدالة الاجتماعية، وفي بناء اجتماعي متلاحم قوي، ومنتم لأمته وتراب وطنه وقيادته الرشيدة، لإرساء أسس تنمية مستدامة راعت عند إطلاقها كل القطاعات البيئية والسياسية، والاجتماعية، والدولية، والإقليمية.
المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة، تنطلق من قاعدة قوية سيكتب لها النجاح، والفوز إن شاء الله، لأن أسس التنمية المستدامة في الإمارات موجودة، والبنى التحتية القوية لبناء الاقتصاد الأخضر أيضاً موجودة، ليست على الورق، بل على الأرض، من خلال مؤسسات تعمل، مثل مدينة “مصدر” في أبوظبي، ومنظمة “آيرينا” التي تحتضنها العاصمة أيضاً، ناهيك عن العديد من المبادرات والمشاريع “الخضراء” التي اتخذت في مؤسساتنا الحكومية في أبوظبي ودبي والشارقة وباقي الإمارات، لتعزيز التنمية والمستدامة، والحفاظ على البيئة.
هذه المبادرات تنطلق من منصة مهمة، ومقاعد قوية، أساسها إعمار الأرض وإسعاد البشرية، وهذا التجمع الدولي الكبير الذي تشهده أبوظبي اليوم في القمة العالمية لطاقة المستقبل، ما كان ليلتئم في بلادنا لولا أن هناك قاعدة قوية تستند إليها وفود أكثر من مائة وأربعين دولة، تبحث في تنويع مصادر الطاقة، والحفاظ على كوكب الأرض، وتعزيز سبل التنمية المستدامة.
من حقنا أن نطرح مثل هذه المبادرات الوطنية التي تتخطى في طموحها حدود الوطن لتنشر الأمن والاستقرار والاستدامة، كما أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الإمارات بقيادة خليفة ستكون مركزاً عالمياً ناجحاً لبناء الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، فهذه هي الإمارات، تقدم كل يوم الجديد للعالم، لتبقى دائما الرقم 1.


m.eisa@alittihad.ae