تنشط هذه الأيام تجارة "الطباعة" ولا أعني طباعة الوثائق والمستندات المعروفة لدى الجميع، والتي نتطلع في يوم من الأيام إلى أن تنتهي هي أيضا بعدما يصبح التعامل وتقديم المعاملات إلكترونيا 100? ، ولكن التجارة النشطة هذه الأيام "طباعة البراشيم" والتفنن في الوسائل التي تساعد الطالب في الغش، وكما يقال «من غش ظلم نفسه».. بدأت تنتشر هذه الأيام وسائل وطرق حديثة وأساليب ملتوية، تطورت هي بدورها مع تطورنا في مختلف المجالات، فأصبح بمقدور البعض طباعة كتاب بكامله بحجم صغير جدا لا يتجاوز السنتيمتر، والبعض يتفنن في الطباعة على الأظافر، والبعض في أمور أخرى، كاستخدام السماعات المخفية والأجهزة الذكية التي لا يعرفها الكثير من مراقبي لجان الامتحان.. نحن هنا لسنا بصدد ذكر أصناف وأنواع وسائل الغش التي تتاح للطلاب من قبل بعض التجار الذين ليس لهم هم سوى الربح وبأي طريقة كانت، ولكن بصدد التصدي لأولئك التجار فلماذا لا تكون هناك حملات في كل عام حينما تزدهر هذه التجارة لدى الطباعين، لمنعهم من التسهيل على طلابنا عمليات الغش؟ ولطالما أنها كانت موسمية يكون بمقدور الجهات المعنية التصدي لهم. وفي السياق ذاته تلقيت مكالمات شكاوى من قبل بعض الطلاب الذين لم يعجبهم مستوى الامتحان وأسئلته، والبعض يعتقد أن تذمر الطلاب في صفحات الصحف واستيائهم يستطيع أن يغير نتيجة الامتحان، أو تكون ورقة ضغط على المصححين لمراعاتهم إجابات الطلاب، أعتقد أننا بحاجة لتوضيح الصورة لدى الطلاب بعدم مقدرة أي طرف بالضغط على المصححين، مهما كانت الأسباب. حينما ناقشت أحد المختصين في التعليم، تبيّن أن الجهات التعليمية تسعى لربط الطالب بمختلف الأحداث المحيطة به، في مختلف المواد، كما أنها تسعى لاختبارهم بالأسئلة التي تعتمد على فهم الطالب وإدراكه وطريقة تحليل المواضيع المختلفة، وليس على الحفظ، فطلابنا يتوقعون أن تأتيهم أسئلة مباشرة من الكتاب المدرسي، فتلك الطريقة التقليدية أعتقد أنها غير قادرة على التفريق بين الطالب المميز من الآخرين.. من المواقف المضحكة إجابات بعض الطلاب على الأسئلة والتي انتشرت مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال : ورد سؤال للطلاب حول كيف يمكننا المحافظة على البيئة من المخلفات ؟ وأجاب أحدهم أن نجمع تلك المخلفات ونرميها في "الكشرة" ويقصد بها حاوية القمامة، وسؤال آخر لشروط النكاح : حيث كانت أجابة أحدهم (عقد الزواج، وإشهار الزواج، والطقاقات) .. قد تكون تلك الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساخرة ومضحكة ولكنها لا تبشر بالخير، فلابد من وقفة للنهوض بمستوى التعليم، وتثقيف الطالب لإيجاد المخرجات التعليمية التي توافق سوق العمل، بدلا من إيجاد طالب في مراحله الجامعية لا يميز بين التاء المفتوحة والمربوطة .. حمد الكعبي | halkaabi@alittihad.ae