بعض المشاعر، لا يمكن ادعاؤها، ولا إخفاؤها، كتلك الحالة شديدة الخصوصية التي تربط بيننا وبين الشعب السعودي الشقيق.. لم نشعر يوماً بالغربة هناك، ولم نشعر أن من يأتينا منهم ضيفاً.. هناك كهنا.. في أبوظبي أو الرياض كأنه في الرياض أو جدة والعكس صحيح.. لذا ليس مستغرباً أن يكون اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، عيداً لنا أيضاً.. نحتفل به كما يحتفلون، ونستعد له كما يستعدون.
الإمارات والمملكة العربية السعودية، مَعِينٌ واحدٌ أسسه الأولون، ودربٌ سلكه من جاء بعدهم والقادمون.. درب المحبة التي تجاوزت حدود الدبلوماسية والجغرافيا والتاريخ، لترسم التفاصيل من القلوب إلى القلوب، تمتد فيها خطوط الطول والعرض، وتؤسس منذ زمن لدولتين هما في الأصل وطن واحد، وكيان واحد.
والتوافق التام بيننا وبينهم، ممتد على كافة المستويات، من القيادة إلى الشعبين.. عفوي في كل أحواله.. ليست العلاقات الاقتصادية هي العنوان، وإن كانت ملمحاً مهماً من ملامح التقارب، بأكثر من سبعين مليون درهم تمثل حجم التبادل التجاري بين الدولتين، ولا تصديهما معاً للتحديات، لكنهما معاً صمام الأمان لأمة العرب.. يقودان الركب بعزم الأنقياء.. نهجهما واضح، وطريقهما واحد.. طريق من يريد الخير لكل العرب.
اليوم، تحتفل المملكة بيومها الوطني، ونحتفل معها، ليس ادعاء ولا مجاملة، لكنه احتفال الشقيق بشقيقه، وربما يكبر الإحساس لدينا، بأن المناسبة تخصنا مثلهم، فالسعودية وطن مع الوطن يسكن القلب مجاوراً الإمارات.
السعودية ليست وطناً في منطقة الاعتياد.. إنها أرض الحرمين.. فيها مكة والمدينة.. هناك حيث نتوحد مع كل تاريخنا وتراثنا وإخوتنا.. هناك حيث نشعر أنها بلد الجميع.. هناك حيث ملاذات الروح وبشريات الأمل التي لا تتوقف.. السعودية أكبر وأعمق من وطن.. مكانها أكثر اتساعاً من كل الخرائط، وهو أيضاً باتساع صدر وقلب يهفو إليه على الدوام.
«معاً.. أبداً» ليس شعاراً أطلقناه، لكنه تجسيد لحالة حقيقية تمتد من القيادة في البلدين إلى الشعبين.. «معاً.. أبداً» كانت منذ فجر التاريخ تشهد عليها تلك الصحارى والشمس بلونها الذهبي.. كان الراحلان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل، عليهما رحمة الله، من جسداها عملاً وكياناً ونهجاً له ملامح.. «معاً.. أبداً» لأننا نريد أن نظل معاً، ولأننا معاً أقوى وأبهى وأروع.
عيشي بلادي.. عاش اتحاد إماراتنا.. سارعي للمجد والعلياء.. مجِّدِي لخالق السماء.. هكذا النشيد في القلوب، وعلى الألسنة.. شطر من هنا وشطر من هناك.. هكذا العنوان لوطن فارسه خليفة وحارسه سلمان.

كلمة أخيرة:
بعض الأوطان كالقلوب تتسع للجميع