انتهى كأس العالم بحلوه ومره وبمفاجآته وأحزانه، وبخروج الكبار منه بطريقة مذهلة وبوصول مدرب العين والهلال والفيصلي السابق الصديق زلاتكو داليتش للمباراة النهائية، وهو الذي تسلم منصبه قبل عشرة أشهر فقط. وقبل أن أتحدث عن زلاتكو، أريد أن نصل لقناعة مشتركة مفادها أنه يجب ألا تمر بطولة مثل كأس العالم من دون الاتعاظ والاستفادة من دروسها، وهي التي ما زالت عصية على الكرة الإماراتية منذ 1990 وهو زمن طويل قياساً على الإمكانات الإماراتية والبنى التحتية المتطورة جداً فيها وقياساً على المواهب المواطنة وعلى الأسماء الكبيرة من المدربين العالميين الذين تعاقبوا إما على منتخبها أو أنديتها وحتى على الخبرة التي يكتسبها اللاعب المواطن من المحترفين أصحاب المستويات الرفيعة مثل السويدي بيرج لاعب العين وزلاتكو المدرب وقبلهما وبعدهما أسماء كبيرة مثل جيان ورادوي وتيجالي وليما وكايو وكانافارو ومارادونا وعشرات ممن تركوا بصمتهم إما عالمياً أو خلال وجودهم بيننا. كل العوامل المساعدة على تطور كرة القدم موجودة في الإمارات، ولكن المنتخب لم ينافس لا في كأس العالم ولا على لقب آسيا باستثناء بطولة 1996، التي استضافها ووصل لمباراتها النهائية التي خسرها أمام الشقيق السعودي. وأتفق تماماً مع ما قاله النجم الخلوق علي مبخوت بأن أي شيء غير المنافسة على لقب آسيا 2019 لن يكون مقبولاً، ولكن ما نراه حتى اللحظة لا يوحي أن الأبيض الإماراتي قادر فعلاً على منافسة اليابان التي تأهلت لدور الـ16 من كأس العالم ولا كوريا الجنوبية التي هزمت ألمانيا ولا السعودية التي هزمت مصر ولا أستراليا التي أربكت كل منافسيها، إضافة لبقية المنافسين التقليديين. نعم فازت الإمارات على اليابان في تصفيات كأس العالم الماضية، ولكن ماذا حدث بعدها؟ أعتقد أن المنتخب لديه عناصر كبيرة ومهمة وقادرة على صناعة الفارق، ولديه مدرب كبير، ولكن من دون بصمة حتى الآن، إضافة لعاملي الأرض والجمهور لهذا فالآمال بضرورة المنافسة على اللقب هي آمال واقعية لو كان هناك استغلال أمثل لكل العوامل المؤدية للنجاح وهي كلها متوافرة، ولكن كيف تتم الاستفادة منها، فهذا ما ليس عندي بل عند المعنيين الذين أتوقع أنهم هم أيضاً استفادوا من الدروس الكثيرة التي حفلت بها كأس العالم الماضية.