- حينما يتظارف رجال الدين، وهم الذين يفترض أن يكون جدهم جداً، وهزلهم جداً، لأن المتظارف يزيد الملح قليلاً، ويحلي الحكايات بالسكر والدبس والعسل، ويتجمل ويكذب من ذلك الكذب الذي لا يضر أحداً، لكي تستقيم الرواية، وتُحكم الحكاية، لكن رجال الدين المتظارفين يأتون على قصص ساذجة، ومبالغة، ولا تنطلي على طفل 2020، قصص من «كان يا ما كان»، سماها الصديق «محمد المر» قصصاً كرتونية، قصص لا يصدقها غير الجهلاء من المريدين الذين يقهقهون في منتصفها مثل قهقهة المسلسلات الرمضانية، كناية عن روّحوا عن القلوب فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد، ويكبّرون في نهايتها دليل العبرة والعظة، وفهم الدروس المستفادة منها، كما روى أحد الشيوخ الجدد: قصة الجني المسلم المتنكر بصورة بشر، والذي سجل في جامعة المدينة المنورة، وأكمل فيها الفقه والحديث وعلوم القرآن، وخلص متطلبات الجامعة والكلية في أربع سنوات، وكان من المتفوقين الملتزمين والمشهود لهم، وعند التخرج، تبرع بمبلغ التخرج لأحد الطلاب الأفارقة، وأعطى تذكرة الرجوع لأحد مواطنيه من الأنس، ومن على سطح منزل الطلبة غافل الجميع، وطار بثوب التخرج، وشهادته الجامعية تحت جناحه، عندي سؤال للمطوع: «شو يريد الجني من الدراسة، وكل الأمور عنده شبيك.. لبيك»!
- أريد ثلاثة فقط من المواطنين والمواطنات الكرام أن يتصلوا بي ممن حالفهم الحظ، ونزلت عليهم خيرات السماء، واستجيب لدعوات والديهم، وتوظفوا من خلال تقديم طلبات العمل إلكترونياً، ووجدوا لهم عملاً من خلال تلك المنصات، وأكشاك التوظيف الموسمية، والتي يشرف عليها شباب وشابات صغار، تحسبهم كأنهم من الطلبة المتطوعين، لا أخذ ولا عطاء، ولا شرح مبسط للشواغر الفعلية، ولا أهمية ترغيب طالب الوظيفة في فهم ما تقدمه مؤسساتهم من خدمات مجتمعية، مساكين ما عندهم غير تلك الجملة اليتيمة: من فضلك تقديم طلبات الوظيفة إلكترونياً، ويخرجون لك «كرت» المؤسسة فيه عنوان بريدهم وموقعهم الإلكتروني، على أساس أن مؤسساتنا قال «أمْرّه» واصلة حدها من الموضوعية والشفافية والإلكترونية، إذا كان مرات تكون الوظيفة جاهزة ومحتاجة توقيع لتصديقها ومباشرة العمل بعد مقابلات وسر وتعال، وبقدرة قادر يأتي واحد ويمرطها بدون مقابلات ولا سر وتعال، قالوا: قدم أوراقك على الوظيفة إلكترونياً، طيب رضينا بس المدراء مش إلكترونيين هذه هي المشكلة!