كثيراً ما دفعني الفضول للسؤال: لماذا نعبر عن الحب الذي يختلج في صدورنا بصورة قلب يخترقه سهم، فتسيل قطرات الدم في الفراغ الذي يحيط بتلك الصورة التجريدية؟ والتي تلخص معنى الحب الذي يشعر به أحدهم، لن أستطيع التحدث عن الحب وإطرائه، ووصف الحالة التي تعتري الواحد منا أمامه، فقد سبقنا العديد ممن ذكرهم التاريخ فقيس بن الملوح وليلى، لم يبقيا للعشاق مساحة، نظراً لما نال الحب منهما. السهم والقلب يعودان للثقافة الإغريقية التي تعتقد أن كيوبيد الصغير، قليل الحظ هو إله الحب، وقد اشتهر بسلاحه القوس وأن أي إنسان يصيبه سهم كيوبيد، يقع في الحب بشكل جنوني. وقد أصيب كيوبيد في أحد الأيام بسهمه فجرحه، وأوقعه في غرام امرأة تدعى بسايكي، ولما كان يعلم أن أمه ستغضب من ذلك، فقد أخفى محبوبته بسايكي بعيداً وطلب إليها أن لا تسأل عنه، وتدور أحداث القصة إلى أن تكتشف أن الوحش، الذي تزوجها في الجزيرة الموحشة التي نفيت إليها لم يكن إلا كيوبيد... لتكتمل القصة في النهاية بموافقة الآلهة على زواجها. بالأمس وأنا أقلب الأخبار فرحت كثيراً بالتطور الهائل الذي حصل في مجال الطب لا سيما جراحة القلب، حيث لا يزال العديد من العلماء يرون أن الطب بحاجة ماسة لنوع من «الغراء الجراحي»، ليضاف إلى قائمة الخيارات المتوافرة حالياً لاستخدامها في عمليات جراحة القلب، وهي الغرز أو التدبيس. حيث يعمل «جيف كارب»، مساعد مدير مركز الطب التجديدي في مستشفى «بريغام اند وومان» بمدينة بوسطن الأميركية، وفريق من الباحثين، على تطوير نوع أفضل من الغراء أو «لاصق» لاستخدامه في العمليات الجراحية للأطفال بعيوب خلقية في القلب، ويتمحور عمل فريق العلماء، بحسب ما أوردت قناة «سي إن إن» الأميركية، على إنتاج مادة لاصقة تتميَّز بخصائص القدرة على العمل في قلب ينبض بوجود الدم، أي ما يعني الحاجة إلى مواد مرنة وقابلة للتحلل وغير سامة. وفي التفاصيل، أن العلماء تمكنوا من اكتشاف مكونات رئيسية هي الغيلسرول وحامض السيباسك، وهي مواد متوافرة بالجسم البشري، تمكن العلماء باستخدامها من إغلاق ثقب بالشريان السباتي بقلب خنزير وترميم ثقوب بقلب فأر ينبض دون الحاجة لشفط الدم منه، طبقاً لكارب، مشيرين إلى أن «المادة ظلَّت لاصقة لستة أشهر والحيوان كان بحالة طيبة». إلا أن أي اختبارات للغراء اللاصق على قلب بشري لم تجر بعد، لكن كارب توقع أن يطرح في الأسواق ما بين 2 و3 سنوات. لعمري تلك بشرى لأصحاب القلوب المجروحة التي اخترقتها سهام الوجد… ميزانية الأبحاث العلمية في الدول المتقدمة تعادل ميزانية بعض الدول العربية، في حين مخصصات تلك الأبحاث لا تتجاوز 3% من ميزانيتها.. jameelrafee@admedia.ae