قبل أن تبدأ البطولة كان المشهد كالتالي: فئة غير مقتنعة بالمدرب.. وفئة لم تعد واثقة من جودة عمل الاتحاد، وفئة ترى أن هذا الجيل لم يعد يملك شيئاً ليقدمه للجماهير، وفئة ترى أن الحلم ممكن والهدف آت.. وفئة اتفقت مع الجميع فقط لأنها تريد أن يسود الهدوء المعسكر بعدما تعالت الأصوات وكثرت الاعتراضات والملاحظات!
أنت ضد زاكيروني قد تكون محقاً.. أنت ترى منتخبنا أقل من بقية الفرق فنياً قد تكون محقاً كذلك.. أنت ترى أن الروح لم تصل ذروتها بعد قد تكون محقاً أيضاً، ولكن ماذا بعد.. هل سنظل نُنظّر وننتقد ونتحدث ونعترض ونفصل السلبيات ونشد في الحديث لتصبح الآراء المختلفة أشبه بمركب تعاكست مجاديفه وتياراته في بحر هائج لا يرحم!
ليعلم الجميع أن هذا المنتخب ليس 11 لاعباً في الملعب.. وليس اتحاد الكرة.. وليس المدرب.. هذا المنتخب يعنينا كلنا.. فهو مجموعة أطفال يتحدثون عن الفريق في فترة «الفسحة» وشلة أصدقاء يتفقون أين سيشاهدون المباراة المقبلة.. وزملاء عمل يناقشون الأداء واللعب.. وهو أمهاتنا و«شيباننا» وبركات دعائهم ورضاهم.. ويكفي أن يكون هو «الرجل الملهم»، الذي حضر المباراة الأخيرة ضد قيرغيزستان فنشر الفرح في الأرجاء، هو باختصار كل هذا الوطن.. اتفقنا اختلفنا انتقدنا صفقنا فرحنا أو حتى بكينا، هو يمثلنا كلنا بدون أولويات أو صفوف أولى أو أبطال متفردين ومنعزلين.
حين تصل لدور الثمانية فكل المنتخبات قوية، وكل المواجهات صعبة، وكل الاحتمالات واردة، وكل منتخب يلعب هناك بداخله حلم، ونحن كذلك.. والتاريخ يذكر الكثير من المواقف على المنتخبات التي انتصرت ولم تكن مرشحة لنيل اللقب، كان جمهورها ورموزها وإعلامها وقياداتها ومسؤولوها عاملاً فعلياً في تحقيق ذلك.. راجعوا ما حدث في إيطاليا 2006 أو اليونان 2004 أو مصر 2006 أو حتى اليابان 1992.. وابحثوا عن خبايا هذه الانتصارات ستجد أن الأجواء العامة وبيئة العمل وتكاتف الأطراف كلها كان البطل الخفي لهذه الإنجازات، فهل وصلت؟
كلمة أخيرة
لكل شيء وقت وحدود.. إلا الوطن فهو كل شيء.