لا حديث أو صوت يعلو فوق صوت بدء العام الدراسي الجديد، وبالقدر الذي نستقبله بكل التفاؤل والإيجابية إلا أن بعض المنغصات لابد وأن تظهر، ولا يستطيع المرء تجاهلها لأنها محل تداول الجميع، ووجدت طريقها مباشرة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت « ملح كل عام». كما لو أننا لا نستفيد من الدروس والتجارب السابقة.
قبل أن نتناول تلك المنغصات نحيي شجاعة وحسن تصرف طلاب وسائق الحافلة المدرسية التي احترقت في كلباء أمس، وإنقاذ الطلبة الذين كانوا على متنها، والذين نحمد الله على سلامتهم. وفي الوقت الذي نشيد فيه بما يخضع له سائقو « مواصلات الإمارات » من دورات للتعامل مع مثل هذه المواقف والحالات، نتمنى أن نسمع من المؤسسة والشرطة تفسيراً للحادثة التي اختتمت حادثة مثيلة لها العام الدراسي الماضي. كما نحمدالله على سلامة المعلم الذي تعرض لحادثة دهس في اليوم الأول لدوامه المدرسي في مدينة العين.
المنغصات التي تجري بدءاً من تأخر الحافلات المدرسية عن بعض المدارس سواء في العاصمة أو غيرها وكذلك ارتباك نظامي«ايسيس» و«المنهل» مع بدء العام الجديد أو الشكاوى من الإبلاغ المتأخر لنتائج امتحانات الفصل الماضي والعودة للنظام الورقي بعد إخفاق«الإلكتروني» ومشاكل التأخر كذلك في تحديد منافذ بيع الزي المدرسي وقصرها على أماكن معينة أو ممارسات بعض المدارس الخاصة بمفاجأة أولياء الأمور بزيادات في الرسوم أو تلك التي منعت الطلاب المتأخرين في سداد القسط المدرسي، ناهيك عن تأخر الانتهاء من صيانة المدارس حتى اللحظات الأخيرة قبيل بدء الدوام المدرسي.
تلك القضايا لا تعبر سوى عن أمر واحد سوى الاستعداد وعدم استغلال العطلة الصيفية -رغم تقلص أيامها- لإنجاز الأعمال المطلوبة، خاصة ونحن نسمع تبريرات كثيرة وغير مقنعة عن «السيستم» الذي ينهار أو يتجمد عند أبسط ضغط يتعرض له، ومازالت شواهد واقعة نتائج الصف الثاني عشر الأخيرة ماثلة للعيان.
ما نطلبه كأولياء أمور من المؤسسات التعليمية والمسؤولين عنها ليس بالشيء الكبير في «وطن اللامستحيل»، فقط نطلب شيئاً من التنظيم والنظام لنجعل الطلاب قبل الجميع يسعدون ببدء العام الدراسي بعيداً عن تلك المنغصات، ونجعل من الميدان التربوي والتعليمي بيئة جاذبة ومثمرة، وبالتوفيق للجميع.