في مونديال العجايب الروسي، بات كل شيء وارداً، فمن أصل 146 هدفاً سجلت حتى قبل انطلاق الدور ربع نهائي، أُحرز 21 هدفاً منها بعد الدقيقة التسعين، وللعلم منذ 1930 وحتى 2014 سُجل 95 هدفاً بعد الدقيقة التسعين، منها 21 هدفاً خلال 2018 لوحدها، أي أن تاريخ كرة القدم في كفة، وهذه البطولة في كفة، وهي البطولة التي شهدت أكبر خروج لحاملي ألقابها السابقة، وأقصد ألمانيا التي خرجت من الدور الأول للمرة الأولى منذ 80 سنة. وبعد خروج الأرجنتين وإسبانيا وألمانيا، وعدم تأهل إيطاليا، لم يبق من حملة الألقاب العالمية الثمانية، سوى البرازيل وأوروجواي وإنجلترا وفرنسا، وسنشهد معمعة تطيح إما فرنسا أو أوروجواي، ليسقط بطل سابق قبل النصف نهائي، يتبقى ثلاثة قد يسقطون جميعاً في النصف نهائي وقد لا يسقطون، وبالتالي هناك احتمالية لأن نرى بطلاً جديداً لكؤوس العالم، يختلف الناس على هويته، فإن فازت بلجيكا على البرازيل ستكون مرشحة فوق العادة، برغم تأهلها الأسطوري أمام اليابان، وإن تمكنت السويد من إقصاء إنجلترا فقد تكون من بين المرشحين، لتستمر قصتها الخيالية، بدءاً من إقصاء هولندا في التصفيات ثم إيطاليا في الملحق، والفوز على ألمانيا في المجموعات، وبعدها سويسرا في دور الـ 16. البعض أيضاً يرجحون كرواتيا التي صرنا نشجعها «كرمال» مدربها الصديق زلاتكو، وهي أمام عقبة صعبة، تتمثل بروسيا التي قهرت حتى توقعات الروس أنفسهم، وعلى رأسهم الرئيس بوتين الذي تمنى فوز البرازيل بالكأس قبل انطلاق البطولة، لأنه كان يدرك مدى ضعف منتخب بلاده الذي أثبت أن الإرادة تصنع المستحيل، وربما يذهب إلى ما هو أبعد من الربع نهائي. العالم يجمع على القديم أكثر من الجديد، والترشيحات في غالبها برازيلية فرنسية، برغم أنني أرى أن الحظ هذه المرة لا يعاند الإنجليز، ولديهم أفضل منتخب شاب مر على تاريخهم، وبكل الأحوال بات التوقع ضرباً من الجنون، وكان يمكن أن نرى البرازيل تلعب مع اليابان بدلاً من بلجيكا، وروسيا مع الدنمارك بدلاً من كرواتيا، لولا جنون الدقائق الأخيرة، وركلات الترجيح التي تبتسم للبعض، وتعبس في وجه البعض الآخر. وعلى ذكر الابتسام والعبوس، هل يعد أحدكم كم تبقى على نهائيات أمم آسيا في الإمارات، وما هو وضع المنتخب صاحب الضيافة؟ مجرد سؤال