«خميسيات هذه المرة من بعض الخريط اللي من الوالم، والذي يهلّ به بعض الناس من رؤوسهم، فالشواب من تسمع الواحد منهم يقول لك: «في سنة من السنين»، أعرف أنه يهيس على ظهرك، وأنه ما يدري شو مأكل أمس، وإن كضّيته وتياحدت وياه في شيء من هالسنين، بيخب صوب الخلاء، سنة الرمثة اليابسة، وسنة الغافة الهرمة، وسنة القَرَط الأخضر، وكلها سنين عاثرة، ومتقاربة، وما بينها إلا شهور ممحلة، ما شاف الناس فيها الحيا، قال لك: ما أحييد يا ولدي، أنا الحين تخطيت التسعين، واللي مثلي من زمن الساسان في الهايبوي، كلهم قصّوا من ذيك التيافين. وإذا سمعت المصري يقول لك: «بص حضرتك»! تراه يريد يلاهيك، ويمرط اللي من خلفك، وما دونك، لكن حيلة المصري هيّنة، ويمكن تراشيه بالكليت دون الذهب، ويرضى بقليله، وإن رمت تِنَقّع له كم من شِلّك يطرب له، وتعّميه بالرمسة أو تدّهنه من دهان العمات، تراه بتلقاه قبلك ودونك ومنك وحولك وعنك. وإن قال لك أحد المشايخ: «حدثنا أحد الأخوة»، تراه ما شاف له خوي من قبل ثلاثة أسابيع، إلا إذا كان قرين من الإخوان، وما أكثر قرناء الإخوان، وما أقل ندماء الأعوان، وأنه لو هيدت له شوي، بيخبصها بحديث مرفوع، وبيعفد على أحد من الصحابة في يثرب، وبيسنده من عنده، وإن ما واحيت له، ووقفت له على نبرة، بيتطاول حديثاً من اللي تخرّ ببني آدم سبعين خريفاً في النار، حينها تتمنى لو يطبق عليك الأخشبان. ومن تسمع اللبناني يقول لك: «روءق يا خيي.. روءق»، ترا بيعك عليه بخسارة، واللبناني ما يجنعه القليل، وبيتم لك مرة مشرّق، ومرة مغرّب، يلين يطَيّح عن الشقراء يلالها، وعقب هذا كله بَدّه إياك تروءق. ومن تسمع الحرَيّمَة تقول لك: «لا خلينا من أبو فلان»، تراها ناوية على شر أو على شروة أو على سفر، وتراها تقاصر لك. لكن مثل بعض اللوتية اللي تلقاهم يتفدون خشمك، ويغلونك قامتين من المديح والخريط، ولا يتلقفونك إن هويت صريعاً، يخلون الأرض تخرّ بك القاع، وفي الآخر تسمعه: «طحت فديت خشمك، يعلني هوب بلاك». ومن تسمع مدرب كرة قدم يقول لك: «أنا عايز التيم دا يخش كاس العالم، ويسوي الهوايل، وبكرا حتشوفوا»، طبعاً لا بكرا جاء، ولا شفنا المدرب، ولا شفنا الفريق، إلا الكرات متجمعة في سلة واحدة، وكلمات المشجعين يا رب ارحم.. «كفاية بقى»!