من كان يعتقد أن مشكلتنا في الاختيار أو الأسماء أو المدارس، فهو مخطئ وغير واقعي.. فنحن تعاقدنا مع دون ريفي في الثمانينيات ليقود منتخبنا الوطني، ومن لا يعرف قيمة هذا المحنك الإنجليزي في عالم المستديرة في ذلك الوقت، ونحن من تناوبنا على أفضل من درب منتخب البرازيل.. كارلوس ألبرتو وماريو زجالو لغاية نهائيات كأس العالم 1990، ونحن من جلبنا المدرسة التدريبية الشهيرة الأوكراني لوبانوفسكي، ونحن من تعاقدنا مع الروماني يوردانسكو عن طريق العين، ونحن من جئنا بتومسلاف إيفيتش تحضيراً لنهائيات كأس آسيا 1996، ونحن من جلبنا هنري ميشيل، ولا ننسى الهولندي بونفرير أيضاً، والإنجليزي روي هدجسون، والراحل عبدالكريم ميتسو.. وفي العهد الحالي، هيكسبيرجر مدرب النمسا قاد الشعب والوحدة، تيتي مدرب البرازيل الحالي سبق أن درب العين والوحدة، هيكور كوبر مدرب منتخب مصر درب الوصل، قبل سنوات قصيرة، كيروش أيضاً كان مدرباً سابقاً لمنتخبنا الوطني، ومن بعد مرحلتنا ذهب إلى مانشستر يونايتد وريال مدريد ومنتخب البرتغال، وأخيراً زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا، والذي وصل معهم حتى الآن إلى دور الثمانية هو المدرب السابق للعين. هذا يعني أنه لا توجد لدينا مشكلة في الاختيار ولا في طريقته.. فنحن نعرف جيداً كيف نختار مدربينا وكيف نجلبهم إلى هنا، وكان الهدف من ذلك طبعاً هو نقلة فنية وتطوير في الأداء وتحقيق نتائج جيدة والوصول إلى الأهداف، ولكن أين المشكلة إذاً.. في نظامنا أم في عقليتهم حين يصلون إلى الخليج، أم في طريقة تعاملنا معهم أم في التأسيس أم في جميع ما سبق! وهل مدرب الفريق الأول، سواء كان ذلك للمنتخب أو النادي هو الحل الأول لوصول كرتنا إلى مستويات أعلى مما هي عليها الآن؟!.. وهل حين نتعاقد معهم تحل كل مشاكلنا ونتفق على صياغة واحدة لمراحلنا السنية وسياسة واحدة للصرف المالي وأسلوب موحد في تطبيق الاحتراف الحقيقي وبرمجة ثابتة لمسابقتنا المحلية. إذا ما اتفقنا على أننا طوال تاريخنا جلبنا أفضل وأشهر وأغلى وأهم المدربين على مستوى العالم، ومن كل الجنسيات والأعمار، ومن كل المدارس التدريبية، سواء بعقود طويلة أم قصيرة، فالعلة يا ترى تكمن في من؟!.. ومن هو الذي بات يحتاج تغييراً إنْ لم يكن في شخصه بل عقله وطريقة تفكيره وتهيئته بطريقة تجعل المدرب الكفء القادم إلينا من آخر الدنيا يملك أدوات النجاح وطرقها كافة! كلمة أخيرة كفاية تغيير مدربين.. حان الدور علينا نحن كي نتغير!