انقطع الماء فجأة دون سابق إنذار هذا ما ظنناه، عندما جفت الصنابير، وبدأنا نترقب قطرات الماء المنسابة من هذه الصنابير...قطرة اثنتان ولا شيء...سوى صوت الحلق الجاف الذي أصابت عروق المياه...ماذا نفعل؟ كيف نحيا من دون ماء؟ لا أتخيل أن استقيظ الصباح من دون أن أسمع هدير الماء أو أراه ينساب بين يدي..لا يمكن أن ينقطع الماء هكذا دون سابق إنذار..هناك خطأ ما. نعم ..كان هناك خطأ، انقطع الماء ولم نشعر به لأن عداد الماء موجود خلف المنزل فتعذر علينا معرفة، نعلم أن الماء مهم جداً في حياتنا، وأدركنا ذلك عندما انقطع فجأة دون سابق إنذار، وعادة لا ندرك الأشياء إلا عندما تختفي فجأة ولكن الماء ليس أي شي بل هو معادلة مهمة في حياتنا، معادلة تحملها أجسادنا، كما تحملها الأرض، بالماء يزهر النبات ويثمر الشجر بالماء ينتعش التراب وتتلون، ألم يقول سبحانه وتعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. في تقرير سابق على إحدى القنوات الفضائية، أشار إلى أن هناك دولا ومدنا عدة مهددة بالجفاف، ففي صنعاء بحسب التقـرير بدأت مشكلة المياه تؤرق السكان، وغدت مشكلة حقيقة يواجهها سكان العاصمة اليمنية، وفي الأقطاب الشمالية التي يحيا الناس على جليدها بدأت تذوب بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة. فيما أفادت تقارير صحفية أن نصف بريطانيا يعاني الآن رسميا من الجفاف في أسوأ أزمة لنقص المياه في البلاد منذ عام 1976. وقالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إنه تم الإعلان عن 17 مقاطعة جديدة تعاني من وضع الجفاف وهو ما يعني إضافة أراض وسط البلاد وجنوب غربها إلى المناطق التي تعاني فعلاً من أزمة نقص المياه. وأضاف التقرير أن خريطة بريطانيا الآن مقسمة إلى قسمين من حيث مشكلة المياه، حيث ويلز وشمال غرب البلاد لا يعاني من المشكلة، في حين أن باقي البلاد يواجه صعوبة متزايدة في تدفق مياه الأنهار وانخفاض شديد في مستويات المياه الجوفية. كاد الماء يختفي ليوم كامل من المنزل، واختلفت الحسابات، فالحفاظ على الماء ليس بسداد الفواتير في أوقاتها بل بالوعي باستهلاكه، فالحياة ماء وهواء، وبغيرهما لا نستطيع أن نحيا، فلنعمل على الحفاظ على الماء وليس محاربته، لأننا حتما سنكون الخاسرين كما هو حال كل الحروب لا أحد رابح. ameena.awadh@admedia.ae