التمرين العسكري المشترك خليج 2012 لقواتنا والقوات الفرنسية هو رسالة بالعربية الفصحى لأجل سلام الإنسانية، ووئام الناس أجمعين، وهو أنشودة حب تبثها الإمارات مع الأصدقاء تأكيداً للقيم التي تأسست عليها بلادنا، وترعرعت من خلالها ثقافة أهلنا .. القوة لأجل الترحيب بكل عاشق للود، ولأجل تهذيب المشاعر، وحقنها بأمصال الثقة، وقد دأبت الإمارات منذ نشأتها على التواصل مع الأشقاء والأصدقاء لتأسيس عالم واحد، بقلب واحد، تحت خيمة التفاهم وتقاسم رغيف الحياة، بدون منغصات ولا مكدرات ولا نوايا ولا خفايا ولا أطماع في أرض الغير، ولا توسع على حساب الآخرين، ولا إمبراطوريات تتنامى كفطريات على عاتق مصالح الغير، ولا شعارات صفراء أو سوداء، ولا تخريف ولا تجديف، ولا تحريف، ولا مزايدات، ولا مغامرات، لا يحسب حساب توارثها، ولا فانتازيا سياسية هوجاء كريح صرصر ولا أحلام يقظة، ولا كوابيس، ولا حمل كاذب، ولا مهاترات، ولا قفز على الواقع، ولا محاولات لتغيير وجه التاريخ، وبتر أطراف الجغرافيا.
الإمارات تكافح دوماً بسلاح الحب، لأجل أن تعيش شعوب العالم، سليمة متعافية من أدران وأحزان، وفقدان، الإمارات تتسلح دوماً بقوة الحب والإيمان بانتماء الناس جميعاً إلى أرض واحدة وسماء واحدة، وما يقوي إيمان قيادتنا بهذا المبدأ هو الانسجام الذي يجمع القمة بالقاعدة، والأساس بالرأس.. ما تهنأ به الإمارات هو هذا التوحد ما بين القائد وشعبه والتداخل والتواصل بدون حواجز ولا مراكز قوة وضعف.
الإمارات تعمل جاهدة لأجل توسيع دائرة التعاون مع الجميع، في عالم لا يؤمن بالضعف ولا بالأشتات، ولا بالطرائق القدد.
الإمارات مع أميركا، مع أوروبا، مع آسيا، مع أفريقيا، مع القارات الخمس في توحيد الرؤية لصناعة غد الأمم على سفوح خضراء، لا فيها شعواء ولا عشواء ولا غوغاء، ولا فيها كما يقول المثل «أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك تحيرني»، الإمارات لا تبطن ولا تحقن ولا تتحين ظرفاً أو صروفاً، الإمارات تمضي بسياسة واضحة، صريحة لا غبار عليها ولا فيها أسرار، الإمارات واثقة أنها الأقوى بصدق نواياها، وتلاحم شعبها، وانسجامها مع الصديق والشقيق، أما من أراد التلفيق فلهذا شأن آخر، ولنا شأن .. الإمارات تكبر بالإيمان وبسواعد أبنائها الذين يمسكون بالزناد ويهتفون للعباد، هيا إلى سلام يحفظ الأوطان ويحمي الأشجان ويرفع من شأن الإنسان، ويجعل الحياة فضاء رحباً خصباً بأنفاس المحبين المتفانين من أجل دحر العدوانية، وكسر شوكة الكراهية، وإبعاد مناطق العالم عن مشاغبات ومشاكسات المغامرين واللاهين، في العبثية والعدمية.. الإمارات تدرب أبناءها على جهوزية التواصل مع الأحداث، لأنها دوماً في صلب الحدث الإنساني، وهي جوهره ومحوره، ومركزه، وبوحه الأزلي.. الإمارات أنشودة السلام، وسلامها ملحمة البقاء وخلود الوطن أبياً شفياً، عفوياً متعافياً.


marafea@emi.ae