أتفق تماماً مع من يرى أن القرعة خدمت منتخب الإمارات، عندما وضعته في مجموعة في المتناول بالدور الأول، واختارت له خريطة طريق يغبطه عليها الكثيرون، وليس أمام «الأبيض» سوى استثمار تلك الإغراءات بالذهاب بعيداً، في بطولة تقام على أرضه وبين جماهيره.
وإذا كان «الأبيض» يحتل المركز الرابع في التصنيف الآسيوي، بينما منافسه قيرغيزستان في سهرة الليلة يحتل المركز 31، فإن ذلك لا يعني شيئاً في حسابات الطامحين إلى التأهل إلى ربع النهائي، فالمنافس أحرج منتخب الصين، وخسر بصعوبة بالغة بهدفين لهدف، وكان الخطأ الفادح لحارسه سبباً في إدراك «التنين» هدف التعادل، قبل أن يخطف النقاط الثلاث كاملة، كما خسر الفريق بصعوبة أيضاً أمام كوريا، قبل أن يكسب الفلبين بثلاثية فيتالي لوكس حققت حلمه في التأهل «التاريخي» للدور الثاني، ناهيك عن تصريحات مدربه كريستنين الذي أكد أن منتخبه قادر على إحداث المفاجأة، وسيلعب من دون ضغوط فليس لديه ما يخسره!
وبرغم ذلك لا أخشى على «الأبيض» من قيرغيزستان، قدر ما أخشاه من
«الأبيض» نفسه، فلو استعاد المنتخب مستواه «الذي كان»، فإنه سيواصل مشواره بالبطولة، بعد أن عانى كثيراً في الدور الأول، ويقيني أن كل لاعبي المنتخب، ومن خلفهم جهازهم الفني، يدركون تماماً أن المنافسة على لقب البطولة، تستوجب تصحيح كثير من الأخطاء التي ارتكبها المنتخب في البطولة حتى الآن، فلا هو نجح دفاعياً، بدليل كم الفرص التي لاحت للمنافسين، ولا نجح هجومياً، بدليل أن الفريق لم يسجل سوى 4 أهداف فقط في ثلاث مباريات.
وكل ما نأمله أن تمنحنا مباراة الليلة، فرصة أن نطوي صفحة الماضي بكل سلبياتها، لنقول «كان يا ما كان»، منتخب تراجع كثيراً، لكنه عاد أكثر قوة في اللحظات الحاسمة التي لا تقبل الحلول الوسط.
×××
لقاء المنتخب السعودي مع نظيره الياباني، مواجهة ساخنة بين أنجح منتخبين، في تاريخ البطولة في مرحلة ما بعد البدايات، فالمنتخبان كسبا سبعة ألقاب، أربعة لليابان، وثلاثة للسعودية. وستعيد قمة «الأخضر» و«الأزرق» إلى الأذهان ذكرى نهائي 1992 باليابان، والذي كسبه الكمبيوتر الياباني، ونهائي «لبنان 2000»، والذي انتزعه المنتخب الياباني أيضاً، بفوزه بهدف واحد للاشيء، في مباراة شهدت إضاعة «الأخضر» ركلة جزاء، بعد أن كان اليابان قد فاز على «الأخضر» برباعية في الدور الأول أطاحت بالتشيكي ماتشالا، وجاءت بالمدرب ناصر الجوهر على أول طائرة قادمة إلى بيروت.
ومن حقنا أن نتوقع مواجهة ساخنة بين عملاقين، وإذا كان «الأخضر» لم يظهر بمستواه المعهود في الدور الأول، واحتل المركز الثاني في مجموعته، فإن المنتخب الياباني أيضاً ليس في أفضل حالاته، وأشعر أنه لا يزال يلعب باسمه فقط، وستكشف مباراة الليلة حقيقة أوضاع «الياباني»، وهل يواصل أداءه غير المقنع ويودع البطولة، أم أن ما قدمه بالدور الأول ليس سوى «خداع استراتيجي» لعدم كشف كل الأوراق!
وثقتي كاملة في أن ما تعرض له «الأخضر» في ختام المجموعة، من الممكن أن يكون بمثابة «صدمة إيجابية» تصحح أوضاعه، في مباراة محفوفة بالمخاطر لا تحتمل ارتكاب الأخطاء كما حدث أمام قطر!