قد نردد أحياناً أمثالا وأقوالا مختلفة، سمعناها وورثناها جيلا بعد جيل دون أن نعي معناها، أو حتى نعرف قصتها، ولكن نستغلها ونطرحها في موقف أو حدث ما لكي تخدم غرضاً وفكرة، وقد لا يكون المثل أو الحكمة مطابقة تماماً للموقف ولكن كما يقولون: «حشرة مع الناس عيد» . وقد تسمع الكثيرات منا مقولة «النساء أولا» «Ladies First» ولا يعرفن معناها، وقد يرددها الرجال كثيراً في مواقف مختلفة من باب الذوق الراقي والأدب والاحترام، وربما كان الكثير من الرجال أيضاً يعرفون معناها فيستغلونها في مواقف وظروف من مدخل الاتكال في انجاز المهام والأعمال، أو الخوف من أمر ما وغير ذلك من الأمور، وسأشرح في القصة التالية ماذا أعني من هذه الجملة، حيث أعتقد أن هناك عدداً من الرجال يعرفون قصة المقولة، ويضعونها في مختلف المواقف والأحداث، خصوصاً أن لهذه المقولة قصة وحكاية عجيبة حدثت في ايطاليا في القرن الثامن عشر ميلادي، ومفادها انه كان هناك شاب من إحدى الأسر الغنية في احدى مقاطعات ايطاليا وقع في حب فتاه من أسرة أقل منه في المستوى المعيشي والطبقات التي ينتميان إليها. اتفق الاثنان على الزواج ولكن الشاب لقي معارضة من قبل أسرته التي اضطرت لتهديده بعدم مباركة هذا الزواج. ?ثم كثرت وكبرت الضغوط على الشاب وعلى الفتاة وقررا أن لا يفرقهما إلا الموت وبالفعل بعد أن زادت الضغوط خافا أن يفترقا، وقررا الانتحار وتوجها إلى صخرة عالية جداً مطلة على البحر عندها قررت الفتاه القفز أولاً، ولكن الشاب منعها من القفز لأنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه، واتفقا على أن يقفز الشاب أولاً وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات، ولكن عندما رأت الفتاه هذا المنظر غيرت رأيها، وغدرت بالشاب، وعدلت عن مرافقته في الموت، ورجعت إلى البلدة وتزوجت شخصاً آخر من طبقتها، وخانت شريكها الذي ضحى بنفسه من أجلها؛ وعندما علم أهل القريه بذلك قرروا أن تكون النساء أول من يقمن بالأعمال، تخوفاً من غدرهن وترددهن في النهاية، ومن هنا جاءت مقولة Ladies First لذا لا تفرحن كثيراً بهذه المقولة يا أيتها السيدات. Maary191@hotmail.com