لن يدعونا نرتاح، ولن يفرطوا في فرص القبض علينا ونحن أسرى الاحتياج اليهم، والانصياع لنزواتهم الشريرة.
سوف يأتوننا من كل حدب وصوب، وسوف يدخلون علينا حتى من ثقوب الأبواب، ويخرجون علينا من تحت الأرض، ويسقطون علينا من السماء. لأن عيون تجار المخدرات، ترصد حركاتنا وسكناتنا ونبضاتنا، وغفواتنا وصحواتنا.
الـ (شيني كيني)، آخر الصرعات الإجرامية التي يدسها الأشرار في أكياس كقطع حلوى ولبان، ومن يتعاطاها يذهب إلى ما هو أبعد، وأشد شراسة، ونجاسة، لأنها مواد تذوب مع اللعاب، وتختلط بحاسة التذوق، ما يجعل متعاطيها يشرع في طلب الأكثر خطورة وتأثيراً. اكتشاف هذه المادة منتشرة بين طلاب المدارس، ينذر بالخطر الداهم، لأن الذين يريدون أن يتوغلوا في أعماقنا، قد وصلوا إلى رأس الحربة، وأنهم أمسكوا بعنق الزجاجة. وأنهم قبضوا علينا من الذراع التي تؤلمنا. وهم أجيال المستقبل.
الـ (شيني كيني) مادة مخدرة، ولا يجب أن نُدخل أنفسنا في جدل إن كانت مدرجة أو لا ضمن المواد المحرمة دولياً، يجب ألا ندخل أنفسنا في خضم الأوصاف والنعوت والتحليلات والتفسيرات والتأويلات. فطالما أثبت الكشف الطبي أن هذه المادة مخدرة، والإدمان عليها لا يحتاج إلى تساؤلات، فإن الجواب الأوحد هو معاقبة مروجيها ومتعاطيها، بأشد أنواع العقوبة، حفاظاً على صحة المجتمع، ودرءاً لأخطار من يستسهلون الولوج في أعماق المجتمع، ويسخرون من قيمنا وأنظمتنا وقوانينا. الرد على هؤلاء هو العقوبة المشددة، والملاحقة، والرصد، ووقوف المجتمع كتفاً بكتف، بدءاً من أولياء الأمور وانتهاء بالمؤسسات المختصة وذات الشأن، كوزارة الصحة، والشرطة، والبلديات. الحرب شرسة، والمغرضون كُثر، والمستفيدون ينتشرون في العالم كالجراد، والضمير الغائب، حاضر لدى الكثيرين، ولا علاج إلا هبَّة اجتماعية، أخلاقية، تقف سداً منيعاً، وعوناً للأبناء، الذين من الممكن أن يقعوا فرائس لمجرمين، محترفين، يعرفون من اين تؤكل الكتف، ويعرفون كيف ينصبون أفخاخهم لأجل الثراء، وبسط النفوذ على أخلاق المجتمع. العلاج الوحيد، اليقظة، وعدم تضييع الوقت في مناقشات لا تجدي ولا تهدي غير الغوص في المجهول.

علي أبو الريش | marafea@emi.ae