تعاني رياضة الإمارات بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص من ظاهرة الدخلاء الذين ولجوا أبوابها لدوافع مختلفة أهمها هو “البرستيج” الاجتماعي الذي تمنحه لهم ميادين الرياضة ولا يمكن أن يحصلوا عليه في مكان آخر. هذا الأمر دفع بالكثيرين ممن لم نعرف لهم اي تاريخ قد أصبحوا فجأة وبقدرة قادر أصحاب القرار وبأيديهم الحل والربط، وقمة الظلم أن لا تجد لك مكاناً بين أسوار النادي الذي عملت على إعلاء اسمه وأسهمت في تحقيق إنجازاته في يوم من الأيام، ثم يكون دخولك إلى هذا النادي مرهوناً برضا هؤلاء الدخلاء الذين ظهروا فجأة وأصبحوا يمتلكون مفاتيح الأبواب. أخبرني صاحبي عن أحد هؤلاء الدخلاء فقال: “جاء إلى النادي قبل ثلاث سنوات ولم يكن أحد يعرف من يكون وفجأة وبلا أي سيرة ذاتية أصبح ذلك المشجع عضو مجلس إدارة، ثم مشرفا للفريق الأول، والآن أصبح رئيسا للجنة الفنية، لا يمتلك خبرة تذكر ولم يسبق له أن مارس اللعبة، ويتوقعون أن ينزل عليه الوحي فجأة ليمتلك القدرة على مناقشة المدرب في خططه وأفكاره، ولكم أن تتوقعوا النتيجة على أرض الواقع. يحدث هذا في الوقت الذي يبتعد فيه الأشخاص الذين أعلوا الراية الإماراتية في المحافل الدولية منذ 1972 عندما تأسس أول منتخب يحمل اسم الإمارات مروراً بالسنوات الذهبية في تاريخنا، ولا نعلم هل هو إبعاد أم ابتعاد ؟، حيث نجد القليل منهم حاضرين بينما زهدت الغالبية عن القيام بأدوارهم في أنديتهم لأنهم لا يقبلون أن يتعرضوا لمواقف لا تليق بمكانتهم في قلوب الناس. فهل تتوقعون النجاح لكرة قدم تنكرت لمن حملوها على أكتافهم في الماضي الصعب، وجاء غيرهم ليقطف الثمار هذه الأيام، فتنكرت للطلياني ولزهير وعلي ثاني وخالد إسماعيل وعبدالرحمن محمد وعزوز وغيرهم ممن صنعوا ربيعها. ولكن يبقى التاريخ هو الأقدر منا على تحديد الصالح من الطالح ويبقى من قدم لرياضة الإمارات شيئاً ما في قلوب وعقول الناس، أما الدخلاء فهم ابتلاء يذهبون فجأة كما جاءوا مهما طال بهم الأمد ولا يحزن على زوالهم أحد. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com