جاء تأهل “الماتادور” الإسباني إلى نهائي المونديال لأول مرة في تاريخه عبر البوابة الألمانية بمثابة انتصار للمخ على العضلات، حيث تفوقت الكرة الأنيقة على القوة الألمانية، فأثبت الإسبان أنهم الأفضل أداء على مستوى العالم منذ فوزهم المثير ببطولة أمم أوروبا عام 2008 وحتى الآن.
لقد تصورنا خلال الشوط الأول من لقاء نصف النهائي أن تكتل الألمان وسط ملعبهم، ما هو إلا تكتيك يهدف إلى استنزاف القوة الإسبانية توطئة للانقضاض على مرمى كاسياس في الشوط الثاني، وبمرور الوقت اكتشفنا أن الأمر لا يعدو أن يكون قلة حيلة للألمان أمام مهارات الإسبان الذين سيطروا على وسط الملعب بفضل “المايسترو” تشافي هيرنانديز الذي رسم كل اللوحات وصنع كل الهجمات، ولو استثمر المهاجمون الفرص التي هيأها لهم لخرج الألمان بالنتيجة نفسها التي قهروا بها الأستراليين والإنجليز ومن بعدهم الأرجنتين.
إنه لاعب من طراز خاص شارك بكل فاعلية في صناعة ربيع البارسا، وها هو يكتب مع زملائه تاريخاً جديداً للكرة الإسبانية.
ولم يذهب يواكيم لوف مدرب ألمانيا بعيداً عندما قال قبل المباراة إنه إذا كانت الأرجنتين لديها ميسي فإن إسبانيا لديها أكثر من ميسي، ولم يكتف بذلك، بل صرح بعد المباراة بأن الفريق الأجمل والأكفأ هو الذي صعد للنهائي بعد أن سيطر على منطقة المناورات وأنه يرشح إسبانيا لاعتلاء عرش العالم.

تَفَوق منتخب إسبانيا على قاهر انجلترا والأرجنتين، وبقيّ أن يتجاوز قاهر البرازيل، ليحمل لقب “قاهر العمالقة” في النسخة التاسعة عشرة للمونديال.

للمرة الثانية على التوالي يلعب كاسياس حارس مرمى إسبانيا دوراً رئيسياً في نجاح فريقه، حدث ذلك أمام أوروجواي عندما تصدى لركلة الجزاء، وتكرر ذلك أمام ألمانيا عندما تصدى ببراعة لتسديدة كلوزة، قبل أن يحسم بويول قلب الأسد الحوار الكروي برأسية صاروخية لا تصد ولا ترد!
ولو استطاع كاسياس أن يكمل مشواره بنجاح إلى منصة التتويج فإنه يستحق لقب أحسن حارس في البطولة بلا منازع.

أخطاء التحكيم في المونديال رسالة لكل من يعتقد أن كرة القدم أشبه بـ “البلاي ستيشن” يجب أن تخلو من الأخطاء!

ونحن نقترب من مشهد الختام أرى أن هدف هولندا الأول الذي سجله جيوفاني فان برونكهوست من تسديدة عابرة للقارات في مرمى أوروجواي يستحق لقب الهدف الأجمل في المونديال، إلا إذا كانت آخر مباراتين في البطولة قادرتين على التمرد على هذا الاختيار!

عصام سالم | issam.salem@admedia.ae