إن الفن الذي يعتبر إتقاناً ومهارة، هو محاولة من الفنان لإثارة المشاهد، وخلق جو من المتعة الفكرية والبصرية، فالفنان يستخدم الخلايا النشطة في الدماغ، من أجل خلق منتج فني يداعب الخيال، وإن كان هذا الخيال عبارة عن خربشات ترسم على سطح اللوحة ، فهذه الخطوط المتقطعة والمتصلة على شكل طلاسم، تعبر عن أحداث انطلقت من مرحلة الطفولة. مرحلة الطفولة لدى الفنان مرحلة مهمة، حيث تعتبر التخيلات التي يطرحها الطفل، من أجل إثارة الأشخاص المحيطين، مهمة وخطرة، حيث تلك التخيلات إن تم بترها، ستتحول إلى سلوك سيئ، ونهاية مرحلة التطور من أجل الفن، ولكن إن أدخلنا عنصراً فعالاً في عملية التخيل، فإن هذا الطفل قد يكون صاحب فن ينافس الموناليزا وقد يسبقها في الشهرة. الطفل قبل أن يتحول إلى فنان، يرسم على الجدران، الأوراق وحتى الرمال، خطوط ونقاط تعبر عن أفكاره وأحلامه لجذب الأشخاص المحيطين به، فهو يتخيل أن السماء تبكي، والبحر يغضب، وأن منزلنا به مساحة واسعة للسباحة، يتخيل الأشجار تتحدث وتتشكل على هيئة دمى صغيرة، هذه الدمى ترقص وتحكي لنا القصص، يتصور أنه يركب القطار نحو القرية الخضراء، والأرض عبارة عن حلويات يأكل منها متى يشاء، يرسم على الأرض دوائر، تمثل الحفرة الذهبية، تحوي الحفرة الذهبية الكثير من الذهب، الفضة والأموال، يتقاسم الأموال مع إخوته، ويتصدق منها، وحتى الجيران لهم نصيب من كنوز الحفرة الذهبية، يغضب من أخيه؛ لأنه ركب التنين وتعلم مهاجمة الحوت، ولم يأخذه معه، أحلام كثيرة يعيشها الطفل كل يوم، بل كل دقيقة، بعيدا عن زحمة الحياة المملة والمتعبة. ندرك عبر تلك التخيلات، أنه استطاع عبر الخلايا النشطة في الدماغ، من لفت الانتباه وخلق لحظات سعادة، ويكون قد امتطى جواد الفن، واتجه نحو التكنولوجيا دون خوف؛ لأنه مدرك حقيقة تلك التخيلات، التي تتحول مع الوقت إلى فن راق بعيد عن القمامة التي تلاحق الفن. إن الفن هو تعبير ذاتي، يحقق الاستقرار لمجموعة الأسئلة التي يطرحها الطفل، بشكل يومي ومتكرر، فهو يطرح السؤال ويجيب من خلال تلك الخطوط الفنية، لعبة يلعبها الطفل، ونحن نطلق عليها اسم الفن. science_97@yahoo.com