أين الديمقراطية التي تتشدقين بها ياجمهورية “ الفيفا “ ! بطأطأة رأس من الرئيس بلاتر انتهى كل شيء وأصبحت آلة “ الفوفوزيلا “ الجنوب أفريقية التراثية من أشهر آلات التشجيع في العالم رغم معاناة الناس منها ومن صوتها الذي يطغى على صوت المعارك الكروية في الملاعب وفي كل مكان بجنوب أفريقيا كما تقول الوكالات العالمية ! أصبح بلاتر هو حاميها مستبدا برأيه الذي فرضه على الجميع فلم يتحدث أحد بعده ! لماذا يتدخل بلاتر ويستخدم سلطاته في غير موضعها، ولماذا لم يترك الأمر للجنة المنظمة للمونديال لكي تقرر بحيادية ما إذا كانت هذه الآلة تفسد المباريات وتؤذي بأصواتها المزعجة المشاهدين أم لا ؟ أصبحت جماهير المونديال العربية على وجه التحديد تعاني الأمرين .. الأول هو مشكلة التشويش على البث الذي لايريد أن ينتهي والذي يدفع ثمنه المشاهدون حتى الآن دونما رحمة ودونما هدنة من الطرفين المتنازعين، والثاني هي تلك الآلة العجيبة المسماة “ بالفوفوزيلا “ التي لا تتوقف ولو للحظة من أولى المباريات وحتى نهايتها ويعلو صوتها على صوت المعلق علي سعيد الكعبي الذي بح صوته في تعليقه على مباراة الجزائر من أجل أن يصل لنا ولم نكد نسمعه !.. إننا في انتظار حل عاجل لقضية البث .. وفي انتظار قرار فوري يوقف إزعاج الآلة الأفريقية العجيبة. لم أكن سعيدا بالرأي الذي يقول إن الفريق الألماني ظهر بهذه الصورة المرعبة بسبب ضعف المنتخب الأسترالي .. فالحكم لا يجب أن يكون هكذا .. لا ننكر أن مستوى الأستراليين المتواضع أظهر قدرات “ المانشافت “ لكن الأهم من كل ذلك هي قدراتك على استغلال ضعف منافسك، ونسأل: هل أظهر الإنجليز قدراتهم أمام الأميركان .. وهل أظهر المنتخب الأرجنتيني قدراته أمام نسور نيجيريا ؟ المنتخب الألماني الجديد يفعل كل شيء في كرة القدم، السرعة الرهيبة، اللياقة العالية، القوة البدنية، المهارات الفردية، الكرة الجماعية، التنوع المدهش في الهجمات، القدرة على استغلال الفرص .. ماذا تبقى من كرة القدم ؟! الفوز الغاني على صربيا أسعد الأفارقة باعتباره الأول للقارة السمراء في المونديال .. لكن صربيا مثل سلوفينيا ومثل اليونان وأستراليا .. منتخبات “ ميتة “ والمفزع في الأمر أن المنتخب الجزائري هزم نفسه أمام فريق سوف يتجرع الهزائم وسيخرج من الدور الأول بنقاط الجزائر التي انتزعها بإهمال غزال وخطأ شاوشي ! لا أنكر الدور الكبير الذي لعبه حارس نيجيريا العملاق إنييميا الذي حرم الأرجنتيني ميسي من التسجيل .. لكن من الإنصاف أن نقول إن ميسي كان كمن يمرن الحارس بتسديدات “ رقيقة “ إذا جاز التعبير من خارج المنطقة .. أما الانفرادات فقد سدد ميسي دائما في زاوية الحارس المتمكن الذي كان يغلقها جيدا .. هذا مع الاعتذار لعشاق ميسي ! أما بعد مع العرض الذي قدمه الألمان شعرت بأننا بدأنا كأس العالم .. مع كل الاحترام للأرجنتينيين والإنجليز وغيرهم !! mahmoud_alrabiey@admedia.ae