قيل لحكيم: ما لك تُدْمِنُ إمساك العصا ولست بكبير ولا مريض، فقال: لأذكرَ أني مسافر. وقيل لكبير في السن: ما بَقِي منك قال: يسبِقُني مَنْ بين يدَي، ويُدركني خلفي، وأنسى الحديثَ، وأذكر القديمَ، وأنعُسُ في الملا، وأسهَرُ في الخلا، وإذا قمتُ قربت الأرضُ منّي، وإذا قعدتُ تباعدتْ عني. وقال عبد الملك بن مروان للعُريان بن الهَيثم: كيف تَجدك؟ قال: أجِدُني قد ابيضّ مني ما كنتُ أحب أن يسود، واسودّ منّي ما كنتُ أحبّ أن يبيَضّ واشتدّ منّي ما أحب أن يلين ولان ما أحِبّ أن يشتد. قال الشاعر: حملتُ العصا لا الضعفُ أوجبَ حملَها علـــي ولا أني تحنيـــــــتُ مِـن كِبَــــرْ ولكنني ألزمتُ نفسـيَ حملهـــا لأعلِمها أن المقـيمَ على سَفَرْ ورأى ضرار بن عمرو الضبيّ له ثلاثةَ عشر ولداً قد بلغوا فقال: من سرّه بنوه ساءته نفسه. وقال ابن أبي فَنن: من عاش أخلقت الأيام جِدّتَــه وخانه الثِّقتانِ السمعُ والبصرُ قالت عَهِدتُك مجنوناً فقلت لها إن الشـبابَ جنونٌ برؤه الكِبَرُ وقال الكميتُ: لا تَغبط المـرءَ أن يُقـــالَ لــــه أمســى فلانٌ لِسِــــنَه حَكَما إن سرهَ طولُ عمره فلقد أضحَى على الوجــه طـولُ ما سَـــلما وكتب الحجاج إلى قتيبة مسلم: إني نظرتُ في سنَك فوجدتُك لِدَتي وقد بلغت الخمسين وإن امرأ سار إلى خمسين عاماً لقريب منه، فسمع به الحجاج بن يوسف فقال: إذا كانت السبعون سِنك لـم يكن لدائك إلا أن تموت طبيبُ وإن امرأً قد سار سبعين حِـجــــة إلى منهل مـن وِرْده لـقـريبُ إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقــل خلوتُ ولكن قل علي رقيبُ إذا ما انقضى القَرْن الذي أنت منهُم وخُلفتَ في قَـــرْنٍ فأنــــت غريـــبُ وذكر أعرابي الشيبَ فقال: واللّه لقد كنتُ أنكر الشعرةَ البيضاء فقد صرتُ أنكر السوداء، فيا خير بَدَلٍ ويا شرَّ مبدول. قال قيس بن عاصم: الشيب خِطام المنية، وقيل: الشيبُ بريدُ الحِمام(الموت)، الشيب تَوْأم الموت، والشيب تاريخ الموت. وقال أبو العتاهيةِ: نعَى لك ظل الشبابِ المشــيب ونادتْك باسم سِواك الخطُوبُ فكن مُستعداً لداعي المنـــــون فكل الــذي هــــو آت قَرِيبُ وقبلكَ داوَى المريضَ الطبيــبُ فعاشَ المريضُ ومات الطبيبُ يَخافُ على نفسه مَـنْ يتــــوبُ فكيـف ترى حال مَن لا يتوبُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae