قبل عشر سنوات، أعلن الاتحاد الآسيوي، أنه سيتجه نحو الاحتراف.. فتم وضع المعايير واللوائح و«كشكول» كامل من الاشتراطات الإدارية والفنية والهيكل التنظيمي داخل كل نادٍ، وعقود لاعبين، ورخص معتمدة للمدربين، وإعلان لجنة منفصلة لإدارة المسابقة، ومفتشين ومقيمين من اليابان، على اعتبار أنها نموذج في هذا الجانب، ويجب الاحتذاء به.
لم تتمكن الكثير من الدوريات من مواكبة هذه الاشتراطات لأنها صعبة، فالتحول إلى الاحتراف ليس مجرد ورق وعقد ورخصة وهمية، وكان عليهم إحداث نقلة وبالفعل، بدأ الكثير من الاتحادات الأهلية بالقارة العمل بجد، للحصول على اعتراف ورخصة من الاتحاد القاري، كي تعتمد مسابقاتهم في قائمة المحترفين!
ولكن فجأة تغير كل شيء.. المعايير والاشتراطات وحتى «الكشكول» تم رميه في أقرب درج في مكتب مجهول، وبدلاً من أن تستمر الاتحادات بالعمل للتطور.. اكتشفت أن العملية لا تحتاج لكل هذا العناء، فالاعتراف جاهز ولمجرد تعبئة بعض البيانات يصبح الدوري محترفاً، حتى لو يكن هناك مسابقة دوري أساساً!
تخيلوا قارة مثل آسيا بها 46 اتحاداً منها بوتان والمالديف وميانمار وبروناي وغيرها من الاتحادات التي لا تهتم ولا تعترف بالكرة أصلاً، والتي تمارس الكرة من باب المجاملة، تم تسجيل 43 مسابقة منها، تحت مسمى دوري المحترفين، فلو فتحت أي كشك داخل حدود القارة وأرسلت أوراقك «المفبركة» إلى الاتحاد الآسيوي سيصلك الاعتماد بالموافقة على منح «الكشك» دوري محترفين!!.. ولا تستغرب لو عرفت من الذي يدير لجان هذا الاتحاد وخاصة «المسابقات»!
المضحك المبكي أن الاتحاد الآسيوي تخلى عن كفاءاته اليابانية في وضع وتطوير مسابقاته، ووضع أسس الاحتراف عندهم، وتعاقد مع مراقبين ومفتشين من الهند والذين، وليس تقليلاً منهم، حاشا لله.. ولكن كلنا نعرف أن مستوى الأصدقاء في الهند بهذه اللعبة لا يزال في أول الطريق، فكيف نحولهم لمقيّمين على دوريات تجاوزت خبرتهم في مجال الاحتراق ثلاثين عاماً، علماً بأن الدوري الهندي للمحترفين لم يتعد عمره الخمس سنوات!
لا تستغربوا ولا تنصدموا، فنحن في اتحاد لا يزال يدفع مهر الحصول على الكرسي، فهو قابل للبيع أما الثمن فلا يهم!

كلمة أخيرة
تبضع واشترِ ما تريد.. فهي سلعة على شكل قارة!