قد تبدو بيئة الإمارات في هذا الفصل شيئاً يدعو إلى الوقوف على طبيعتها المختلفة من الساحل إلى الداخل، ومن السهول إلى الجبل.
ساحل ترتفع فيه درجات الحرارة بالتدريج إلى فترة القيظ، حيث تصل إلى مداها، ولكن بيئة الإمارات تنطوي على شيء من التنوع في المناطق الداخلية، فقد تنقلب أيام تلك المناطق وساعاتها من حالة الرطوبة وشدة الحرارة إلى وقت جميل وسماء ملبدة بالغيوم، وقد تمطر بغزارة وتجري الوديان وكأنها فترة الشتاء برعودها وأمطارها وانخفاض درجات الحرارة.
مناطق الإمارات الداخلية والجبلية بيئة يكاد لا يفارقها المطر، من الفصل المعتاد الذي تكثر فيه الأمطار وتتلبد الغيوم، فصل الشتاء، حيث يكون النصيب الأكبر عادة للمناطق الداخلية والجبال، حتى في سنوات انقطاع المطر، فإن تلك البيئة لا تغيب عنها الأمطار وإنْ كانت قليلة، وفي فترة الصيف، حيث مواسم «الروايح» و«الهبوب» التي تأتي من المحيط الهندي والعابرة لسواحل عُمان وصلالة.
الإمارات في الداخل بيئة مختلفة وزاخرة بالحياة وفيرة الماء مخضرة السهول ومزدهرة المزارع والبساتين، حتى يمكن القول إن داخل الإمارات وعُمان هو سلة غذاء وأرض الخير والزراعة ونمو الفواكه الموسمية من ثمار النخيل إلى المانجو والحمضيات والبطيخ والخضراوات المتنوعة.
في أزمنة ماضية كان لا مصدر لمدن الساحل من إنتاج الأرض غير هذه الأماكن المباركة، والتي أخذت الآن تزدهر بصورة أكبر وأجمل وأشمل، حيث المزارع والبساتين المتخصصة في أنواع مختلفة من الزراعة.
وعندما نعود إلى ظاهرة الأمطار في الفصول الحارة والتي قد لا يعرفها سكان الساحل والمدن البحرية، فإن الداخل تأتيه عطايا السحب كل فترة وأخرى. كنا نظن أن لا مطر في بلدنا ولا سحب تمر في أزمنة مرت قديمة، وذلك لعدم وجود وسائل إعلام سريعة وفعالة كما الآن، حيث تنتقل الأخبار والصور كل ثانية، فنحن نتعايش مع المتغير اليومي ونشاهد حالة التغير والتبدل في الطقس على امتداد مدن وقرى وأراضي الإمارات، من رأس جبل إلى امتداد وادٍ، نعيش اللحظات الرائعة ونشاهد سقوط الأمطار أو نزول البرد هنا وهناك في المناطق الداخلية كافة، بل إن أخبار هذا الجمال وروعة التغيرات المناخية نتابعها بفرح دائم ومستمر. ونكاد نقول إن المطر والخير والحب والجمال لا ينقطع عن أرض الجمال، الإمارات ممطرة ووافرة الظلال والخير في كل ساعة وحين..