الإبداع سمة من سمات الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين أمام العقبات والكبوات. والمعاق كائن بشري جميل فقد حاسة من حواسه، وتمتع بملكات تجعله متميزاً ومتفرداً في علاقته بالمحيط من حوله، والتفريق بين معاق وسليم هو إفراز اجتماعي ثقافي ينتج عن جهل وضحالة وعي، وأنانية فردية وجمعية.
من هذا المنطلق اتجهت بلادنا ممثلة بوزارة الداخلية في إنشاء مراكز تأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنذ عام 2002 والوزارة تعمل على توليد الطاقات الكامنة لهذه الفئة ذات الأهمية القصوى بالنسبة لتنمية المجتمع، وقد تم ضم 183 شخصاً إلى كوادر الوزارة من بين 451 درسوا في مراكز التأهيل، وقد أخذت الوزارة على عاتقها التوجه إلى هذه الفئة بما لها من أهمية وما تمتلكه من قدرات هائلة يحتاجها المجتمع في كثير من حقوقه الاجتماعية.
نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة في اختراق ميادين العمل المختلفة يفتح المجال لأن تتسع حدقة طموحاتنا وتلبي مطالبنا نحو الوزارات الأخرى والمؤسسات بأن تفتح الأبواب وتشرع النوافذ لهذه الفئة المتميزة التي استطاعت أن تقدم البرهان وتأتي بالبيان بأنها فئة جديرة بالاهتمام بما تختزنه من طاقات إبداعية مذهلة.
واليوم وبعد تطور وسائل الاتصال وتقدم أجهزة التكنولوجيا. بات من السهل أن يقف جميع أفراد المجتمع صفاً واحداً بمختلف شرائحهم وفئاتهم وسماتهم، الأمر الذي يفرض على الجميع في مؤسساتنا واجب استيعاب واستقطاب فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لأجل مواكبتهم ركب التطور الذي تبوأته بلادنا، ولأجل الاستفادة من مخزونهم الإنساني لرفد الوطن وما يحتاجه من سواعد تنهض وطاقات تحرض الكامن وتأتي بالثمرات اليانعة وتقدم قطاف الحياة لجيل سيأتي ويطالبنا ويسألنا عما قدمناه له، حقيقة وزارة الداخلية قدمت النموذج الحي في هذا المجال، وهذا ما يستدعي هبة المؤسسات الأخرى ونهوضها باتجاه المستقبل ووضع إمكاناتها في تصرف ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس ذلك صدقة أو رأفة وإنما هو الواجب الذي يفرض علينا جميعاً الخروج من شرنقة ثقافة بالية همشت المعاق ووضعته في خانة المهملات، وجعلت منه عبئاً لا عوناً.
نحن بوعينا نستطيع أن نحول هذه العجينة إلى رغيف الحياة، وأن نجعل من الخامة البدائية حقلاً للإنتاج والإبداع والاختراع، وإضافة الجديد بما يفيد الوطن، وما يرتفع بهامته، وما ينصح بقامته وما يسجل تاريخاً جديداً على تضاريس الإمارات. لنحمي المعاق من الكسل بالعمل ولنرعاه بفتح المزيد من مراكز الإبداع ليبدع أكثر ويفيد ويستفيد.



marafea@emi.ae